تطور نطاق الاسرة

من طرف **لمياء** الجمعة يونيو 27, 2008 7:22 am

1التطور التاريخي للعائلة:
قام الفيلسوف الصيني كونفشيوس بأول بحث فلسفي منظم في شؤون الأسرة فقد لمس أهمية الأسرة في النظام الاجتماعي و مبلغ ارتباط التطور الاجتماعي بتطورها وهو من أنصار نظرية اعتماد المجتمع الفاضل على الأسرة الفاضلة فإذا صلح الفرد استقر نظام الأسرة و سهل حكم الدولة و ترتكز الأسرة الفاضلة على طاعة الزوجات للأزواج و الأبناء للآباء.

فالعلاقة بين الحاكم و المحكوم أو بين القائد و الرعية، إنما تظهر بداية في العلاقة بين الآباء و الأبناء, و يرجع ذلك إلى أن المجتمع يخول للآباء سلطة أخلاقية على الأبناء و الاعتراض على هذه السلطة قد يحرك أو يدفع إلى الاعتراض على السلطة السياسية أو الدينية في المجتمع.

و لما كانت الأسرة النواة كيانا يضم الوالدين و الأبناء، و تعد نظاما عالميا و جماع أولية حيث تتوافر فيها علاقة المواجهة المباشرة، كما أنها أولية في أهمية تأثيرها على الشخصية و على استمرارية الحياة الاجتماعية و الثقافية و الحفاظ على الميراث البيولوجي و الثقافي للمجتمع من خلال وظيفة الإنجاب و التنشئة الاجتماعية[1].
تعد الأسرة من أهم الجماعات التي ينتمي إليها الفرد و تؤثر في حياته منذ الميلاد و حتى الممات فهي التي تمنح الإنسان اسمه و كيانه في المجتمع و لا يوجد مجتمع إنساني كبيرا أو صغيرا بدائيا أو متحضرا، قديما أم حديثا يعيش و يستمر دون الأسرة و يرجع ذلك إلى أن الإنسان على مدى حياته يكون العديد من العلاقات مع الأصدقاء إلا أنها غالبا ما تنتهي بعد فترة بمرور الزمن و بتغير الظروف ويستثنى من ذلك علاقة الإنسان بأسرته فهي علاقة لا تنفصل حتى لو تباعدت المسافات، فالأسرة تظل جماعة مؤثرة و مستمرة في حياة الإنسان[2].
قطعت الأسرة الإنسانية منذ فجر الحياة الاجتماعية إلى عصورنا الحديثة شاقة من التطور؛ولا يمكن الوقوف بصورة تاريخية صحيحة على عدد أفراد الأسرة في فجر الحياة الإنسانيولقد مرت الأسرة بمراحل متنوعة كل ومتميزة عن الأخرى بتقاليدها ومعتقداتها وطقوسها وكان أقدم الأشكال "العشائر" إذ كانت شكل الحياة فيها كمايلي:

[1] ^{محمد عباس إبراهيم، الانثربولوجيا مداخل و تطبيقات، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،(د.ط)، 2005، ص 423.}
[2] مصطفى الخشاب ،دراسات في علم الإجتماع العائلي، ص 49.

من طرف **لمياء** الجمعة يونيو 27, 2008 7:31 am

‌أ. المعاشر: clan
هي وحدة اجتماعية تعبر امتداد للأسرة وتتميز بتسلسل قرابي معين يتفق مع نظام سكني خاص ولذلك هي وحدة مكانية ، ويعتقد أفراد العشيرة الواحدة في وجود جد واحد مشترك قام بتأسيس العشيرة وأحيانا يكون ذلك الجد شخصية أسطورية اختلف العديد من الأنتروبولوجيون في تحديد تعريفها وكان أشهر تعريف هو تعريف مردروك الذي يتلخص في أن العشير جماعة تتميز بقيامها على أساس تسلسل قرابي واحد إما من جانب الأب أي أبوي أو من جانب الأم وتتميز أيضا بتوافر وحدة مكانية لأفراد العشيرة ، أي أن يعيش أفرادها بتوافر وحدة بتوافر وحدة مكانية لأفراد العشيرة أي أن يعيش أفرادها في مكان واحد ، ولذلك لابد لذلك أن تكون القاعدة السكنية التي تتبعها العشيرة متوافقة مع قاعدة التسلسل القرابي ، شرطان يكون هناك تماسك اجتماعي قوي بين أفراد العشيرة .
وتشير العشيرة في الاستخدام الانثروبولوجي الأمريكي إلى جماعة من الأفراد أكبر من الأسرة الممتدة يعتقد أفرادها أنهم انحدر وعبر خط الأب عن أصل مشترك ،حيث يحملون لقبا واحدا[1]
يفضل كذلك مردروك إلى استخدام مصطلح sib للإشارة إلى جماعة قرابية تنتمي إلى أصل واحد وغير مكان إقامة ثابت ،أما مصطلح clan عشيرة أيضا فهو وهو عبارة عن جماعات
قرابة مستقرة على نظام الزواجي الاغترابي والإقامة الثابتة وتعرف قواعد سابقة في التنظيم عمليات الإقامة ، فالعشيرة الأبوية حسب تعريفه هي عبارة عن مجتمع لام يتركه أبناؤه الذكور عند الزواج، في حين أن جميع الزوجات فيه قادمات من مجتمعات محلية أخرى .ويقوم بين جميع الأزواج والزوجات تتكامل اجتماعي حقيقي ومن الممكن أنا يحدث نوع من التعايش بين هذا النوع من الجماعات القرابية والأنواع الأخرى[2]
و كان هذا النظام بطبعته ينطوي على ترابطات شبه أسرة من الصعب معرفة حدودها و نظامها .فلم يكن المعشر أسرة و لكنه كان مكونا من عدة خلايا أسرية .واختلفت هذه المعاشر في عدد أفرادها فقد تكون بضعة أفراد في بعض البيئات ، وقد تبلغ المئات في البعض الآخر . ومهما يكن من أمر الحياة الاجتماعية داخل هذه المعاشر، فإن المترابطات شبه الأسرية التي تنطوي علينا كانت ضيقة النطاق لا تعدو الرجال وبعض النساء وأطفالهم .و أثبتت بعض الدراسات أن أقواما كثيرة عاشت في ظل المعاشر زمنا طويلا. وقامت على المترابطات الأسرية في بعضها على أساس تعدد الزوجات وفي البعض الأخر على أساس الزواج الثنائي أي اقتصار الجل على زوجة واحدة. ومن هذه الأقوام قبائل البوشمان في أفريقيا وأقوام الفيدا في الهند وسيلان وغيرها من الجماعات البدائية التي كانت تعيش على الصيد وقطف الثمار والزراعة البدائية.[3]
ومن الطبيعي أن تكون الأم في هذه الترابطات شبه الأسرية هي العنصر البارز وهي المحور الذي تدور حوله القرابة أي أن الأطفال كانوا ينسبون إلى أمهاتهم وذلك نظرا لخروج الرجال شبه الأسرية البارزة وهي العنصر البارز وهي المحور الذي تدور حوله القرابة أي أن الأطفال الذين ينسبون إلى أمهاتهم وذلك نظرا لخروج الرجال جماعات في رحلات الصيد حيث يطاردون الحيوان في مساحات شاسعة أو حيث يرعون الأنعام.
[1] محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع ،ص 205.
[2] محمد الجوهري وآخرون الأنثروبولوجيا الاجتماعية قضايا الموضوع والمنهج،دار المعرفة الجامعية،الازاريطة،مصر،(د.ط)، 2006114.
[3] مصطفى الخشاب،المرجع السابق،ص 50.

من طرف **لمياء** الجمعة يونيو 27, 2008 7:33 am

‌أ. الطوطمية:

أما في المجتمعات الطوطمية التي تعتبر في نظر معظم علماء الاجتماع من أقدم مظاهر الحياة البشرية ،وهي الجماعات التي عاشت بصورة بدائية في وسط أستراليا وشرقها وفي أمريكا ،نجد أن عدد أفراد الأسرة كان كبيرا جدا.ولم يكن ثمة فرق بين الأسرة والعشيرة لأن الجميع يرتبطون برابطة قرابة واحدة. ولم تكن هذه القرابة قائمة على صلات الدم والعصب كما هو الشأن في المجتمعات الحديثة ولكنها كانت قائمة على أساس انتماء جميع أفراد المعاشر لنوتم واحد وانحدارهم من أصلابه كما يتقدون.قد نسبت هذه المجتمعات نفسها إلى فصائل الحيوان والطيور والنباتات أو إلى بعض مظاهرها الطبيعية واعتقدت إنها منحدرة من منها وأنها تؤلف معها وحدات اجتماعية.ولذلك كان تقدس هذه الفصائل وتتخذ حيالها إجراءات طقوسية بالغة الخطورة وبعد القيام بعبادات وطقوس يرسمها المجتمع[1].

و لما كانت هذه المجتمعات تعتقد أن المبدأ التوتمى حال في أجسادهم و أنه سر بقائهم و وجودهم الاجتماعي ؛ فلا يمكن و حالة هذه أن يدنسوه أو يقربوه بسوء لأنه موضع التقديس و العبادة . ولما كانت الاتصالات الجنسية في نظرهم تنطوي على اختلاط الدماء وتدنيس المبادئ التوتمية المقدسة؛ لذلك حرمت هذه المجتمعات التزاوج بين رجاله و نساءه لأنهم ذو وقربي و مرتبطون بوحدة قدسية . ومن ثم كان على الرجال أن يبحثوا عن زوجات لهم من العشائر الخارجية التي تعبد تواتم مغايرة لتواتهم ؛ وعلى النساء كذلك إن يتزوجن رجالا ينتمون إلى تواتم مغايرة للتواتم التي ينحدرون منها .ومن هنا نشأ نظام الزواج من خارج العشيرة Exogamie.

[1] مصطفى الخشاب، المرجع نفسه، ص 52.

من طرف **لمياء** الجمعة يونيو 27, 2008 7:35 am

‌أ. الأسرة الأبوية:

وإذا انتقلنا إلى مرحلة أكثر تقدما في تاريخ الإنسانية ؛ نجد أن نطاق الأسرة في المجتمعات القديمة اخذ يضيق عما كان عليه في المجتمعات التوتمية. فقد بطل اعتماد الأفراد في انحدارهم من تواتم وبطل تقديسهم لها وأصبحوا يعتقدون في انحدارهم من عصبيات وأجداد وأصول معروفة تاريخيا. وكان رب الأسرة في هذه المجتمعات هو الذي يحدد نطاقها و يعطى له المجتمع مطلق السلطة في ذلك . فكان من سلطته أن يضيف إلى الأسرة من يشاء من الأفراد حتى ولو لم يكونوا من أصلاب عائلته ؛ و يلفظ منها من يشاء حتى ولو كانوا من أصلابه . فنطاق الأسرة كان خاضعا لتصرفات كبير العائلة pater familias ورهن مشيئته . وكان النطاق في واقع الأمر قائما على مصطلحات تحددها المجتمعات مثل (القبول و الادعاء و التبني و الاعتراف) فمتى قرر رئيس الأسرة قبول فرد ما في نطاق أسرته ؛ اكتشف هذه الصفة وأصبح مرتبطا بدرجة لأتقل شأنا عن أي فرد أخر من صلب الأسرة . و لذلك يعرف هذا الشكل (بالأسرة الأبوية الكبيرة ) . وكان هذا النظام سائدا في مجتمعات كثيرة أشهرها بلاد اليونان و الرومان في عصوره القديمة . فقد كانت الأسرة عندهم بلاد تنتظم جميع الأقارب من ناحية الذكور وتنتظم كذلك الأرقاء والموالى و الأدعياء وهم الأفراد الذين يتبناهم رئيس الأسرة أو يدعى قرابتهم له[1] .

فيصحون أعضاء في أسرته ويمنحون اسمها ويسمح لهم بالاشتراك في طقوسها وكان اسم الفرد منهم لا يذكر إلا مقرونا أسرته .وكان هذا النظام سائدا عند عرب الجاهلية والقبائل العبرية القديمة فقد كانت الأسرة تنتظم جميع أفراد العشــــــيرة وتعتب ر شخصا معنويا واحدا . وليس ابلغ في الدلالة على من المسؤولية كانت جمعية ورحلات الصيد جمعية والملكية جمعية .

<hr align=left width="33%" SIZE=1>

[1] مرجع سابق، ص 52.

[2] مرجع سابق،ص ص 52،53.

من طرف **لمياء** الجمعة يونيو 27, 2008 7:37 am

‌ب. الأسرة النووية:

أخذ نطاق الأسرة يضيق شيئا فشيئا لا سيما عندما حاربت الشرائع نظام القبول والادعاء ودعت إلى إلغاء الرق وفتحت منافذ العتق والتحرر.فلم يعد من حق رب الأسرة أن يدخل في نطاقها من يشاء؛ بل أصبح ذلك مقصورا على نسائه وأولاده الذين يأتون من فراش صحيح ذلك مقصورا أو عن طريق التبني في الحدود التي يقرها المجتمع. وهذا هو نطاق وهذا هو نطاق الأسرة الزواجية الحديثة التي تعتبر أحدث أشكال النظام الأسري.غير أن الأسرة الريفية لا تزال تحتفظ ببقايا ورواسب النظام السالف وهو الأسرة الأبوية وهي ما تعرف بالأسرة المركبة أما الأسرة المدينة فهي أسرة زواجية بالمعنى الصحيح .فلا تكاد تحتوي إلا الزوج والزوجة والأولاد المباشرين . ومن يتزوج منهم يخرج من نطاق الأسرة ويكون أسرة زواجية تحتوي غير هؤلاء ألا في بعض الحالات حيث تفرض الظروف الاجتماعية على رب الأسرة أن يعول بعض ذي قرباه[2].

من خلال ما تقدم ذكره تبين أن الأسرة مرت بمراحل متنوعة وكانت أقدم الأشكال التي اتفق عليها العلماء المعاشر وهو نظام ذو نسب أموي يتكون من مجموعة من الفئات في مكان واحد يربط بينهم التماسك الاجتماعي، ومن ذلك انطلقت إلى مرحلة التوتمية والتي كان اعتقادهم فيها بأنهم ينتمون إلى جد واحد وكان الأب هو الذي يمارس سلطته داخل الأسرة ولديه الحق في قبول أي فرد داخل أسرته عن طريق الاعتراف والقبول والتبني ، ومع مجيء الشرائع السماوية سقط نظام التبني والقبول والاعتراف و الادعاء وجاءت الأسرة الزواجية والتي تنجب الأولاد من فراش صحيح أو من خلال التبني المحدد من طرف المجتمع.

<hr align=left width="33%" SIZE=1>

[1] مرجع سابق، ص 52.

[2] مرجع سابق،ص ص 52،53.

من طرف **لمياء** الجمعة يونيو 27, 2008 7:41 am

نرجو الإستفادة للجميع ، م نحن في إنتظارردودكم وتعليقاتكم

من طرف **نور القمر** الإثنين نوفمبر 24, 2008 4:16 am

الف شكر لك اختي لمياء على الموضوع

من طرف **لمياء** الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 11:20 am

لا شكر على واجب بارك الله فيك على المرور

من طرف **مصطفى بادوي** السبت ديسمبر 13, 2008 6:17 am

شكرا لك استاذة لمياء مزيدا من التوفيق ان شاء الله

دومي بعز

من طرف **لمياء** الإثنين ديسمبر 29, 2008 12:54 pm

مصطفى بادوي كتب:شكرا لك استاذة لمياء مزيدا من التوفيق ان شاء الله

دومي بعز

لا شكر على واجب

لا داعي لتكرار المشاركات ، وصلت الرسالة اخت لمياء

من طرف **لمياء** الإثنين ديسمبر 29, 2008 1:06 pm

مصطفى بادوي كتب:لا داعي لتكرار المشاركات ، وصلت الرسالة اخت لمياء

العفو ولم اقصد تكرارها عندي مشكل بالجهاز

اقفلي المنتدى اذن حتى اشعار اخر ؟

تطور نطاق الاسرة

تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة

رد: تطور نطاق الاسرة