منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نظرية المثاقفة والثقافوية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نظرية المثاقفة والثقافوية Empty نظرية المثاقفة والثقافوية

مُساهمة من طرف trusy الخميس يناير 14, 2010 5:17 pm

نظرية المثاقفة والثقافوية
نشأت نظرية المثاقفة عن بعض التساؤلات التي طرحتها الثقافوية الأميركية.أحياناً يتركز التحليل كثيراً على بعض "السمات "الثقافية المعزولة ويبدو أنه ينسى، مع ذلك، ما وضعه أنثروبولوجيو مدرسة"الثقافة والشخصية" أي أن الثقافة هي كل متكامل، أي منظومة.لأن الثقافة هي وحدة منظمة ومهيكلة ترتبط العناصر فيها ببعضها بعض، وأنه من المهم، كما تتمنى بعض الاتجاهات الإنسانية، الزعم باختيار المظاهر التي يفترض أن تكون "إيجابية" في ثقافة معينة لتركيبها مع مظاهر "إيجابية" لثقافة أخرى بهدف التوصل إلى منظومة ثقافية "أفضل" .وبمعزل عن أحكام القيمة التي تطرح سلسلة من القضايا و التي ينطوي عليها هذا الاقتراح، فإنه يبدو، بكل بساطة، غير قابل للتحقق.
من جانب آخر، هناك تركيز كبير من قبل بعض المؤلفين بمن فيهم هيرسكوفيتش، على ما يسمونه ب"البقاء" الثقافي survivance culturelle أي عناصر الثقافة القديمة التي حافظت على نفسها كما هي في الثقافة الملفقة، يمكن أن تؤدي إلى نوع من طبعنة naturalisation الثقافة وذلك بعد جهد جهيد للبرهنة بأي ثمن على استمرارية الثقافة على الرغم من التغيرات الظاهرية.والواقع أن الثقافة تبدو، عندئذ، مفهومة على أنها "طبيعة ثانية" بالنسبة للفرد –غالباً ما استخدم هذا المصطلح –يمكنه التخلص من طبيعته البيولوجية.وانصب اهتمام الدراسات اللاحقة المتعلقة بالمثاقفة على توزيع هذا التماثل بشكل نسبي بين الثقافة والطبيعة وإبراز أهمية ظواهر الانقطاع في عملية المثاقفة.
وفضلاً عن هذا، فإن بعض الدراسات الأنثروبولوجية المتعلقة بهاتين العمليتين تقع على النقيض مما يسميه باستيد ب" الاتجاه النفساني".وقد أصاب الأنثروبولوجيون في تشديدهم على كون أن الأفراد هم الذين يحتكّون ويتصلون ببعضهم بعض وليس الثقافات.والواقع أنّه لا ينبغي علينا تشييء الثقافة لأنها ليست أكثر من مجردات.لكن هؤلاء الأفراد، ينتمون إلى مجموعات اجتماعية مستقلة استقلالاً شديداً.وبالتالي لا يمكننا فهم مقتضيا تهم في عملية المثاقفة بالرجوع إلى علم النفس الفردي فقط.، إذ لا بد أيضاً من أخذ الضغوط الاجتماعية التي يرزحون تحت وطأتها بعين الاعتبار .وإذا أردنا الاكتفاء، مهما كلف ذلك، بتحليل عبارات الشخصية، فعلينا ألا ننسى السياق الاجتماعي والتاريخي الذي يؤثر على الشخصيات المفردة[باستيد، 1960، ص 318].
إن تحليلات لينتون وكاردينر حول الشخصية الأساسية تسمح بتجاوز التوجع النفسي الأكثر اختزالاً والذي كان يكتفي بدراسة الأسس النفسية للوقائع الثقافية.وجاهد إيرفينغ هالويل، بعد أن وضع نفسه ضمن رؤية المؤلفين السابقين، من أجل توضيح أن تغيرات الشخصية خلال الجيلين الأول والثاني للأفراد الموجودين في حالة تثاقف، (هذه التغيرات)تبقى سطحية؛ولا يصيب التغيّر الشخصية الأساسية إلا في الجيل الثالث[1952].
روجيه باستيد والأطر الاجتماعية للمثاقفة:
في فرنسا، لا يمكن لمهتم بظواهر المثاقفة إلا الرجوع بشكل أو بآخر إلى روجيه باستيد(1898-1974) الباحث في الثقافة الأفرو_أميركية وألأستاذ في جامعة السوربون.وهو الذي كان، إلى حد كبير، وراء التعريف بالأنثروبولوجيا الأميركية المتعلقة بالمثاقفة، كما كان وراء تحقيق الاعتراف بميدان هذا البحث كمجال أساسي من ذلك الفرع المعرفي.وفي الوقت الذي يشير فيه باستيد إلى فضائل الرواد الأميركيين إلا أنه يجهد في عدد كبير من أعماله، من أجل تجديد دراسة المثاقفة.
ربط الاجتماعي بالثقافي
بما أن باستيد درس علم الاجتماع والأنثروبولوجيا فقد انطلق من فكرة أنه لا يمكن دراسة الثقافي بمعزل عن (الوضع) الاجتماعي.وهو يرى أن النقص الكبير في الثقافوية الأميركية حول الدراسات المتعلقة بالمثاقفة يكمن في غياب الربط بين الثقافي والاجتماعي[1960، ص317].في الثقافوية، يكمن خطر اختزال الوقائع الاجتماعية إلى وقائع ثقافية(وبالعكس، يمكن القول أن في ما يمكن تسميته ب"التوجه الاجتماعي"يكمن خطر اختزال الوقائع الثقافية إلى وقائع اجتماعية).وبالتالي علينا دراسة العلاقات الثقافية في داخل مختلف أطر العلاقات الاجتماعية التي يمكن أن تعطي الأولوية لعلاقات الاندماج والمنافسة والصراع الخ، .وعلينا أن نعيد وضع حقائق التلفيق والمزج الثقافي أي التمثّل assimilationفي إطار التنظيم أو عدم التنظيم الاجتماعي.
ويأسف باستيد لأن الثقافوية تشكو من الخلط بين مختلف مستويات الواقع وبين الجهل بالجدل المتناوب الذي يبدأ بالبنى الفوقية وينتهي بالبنى التحتية .على الرغم من أن هذا الجدل هو الذي يسمح بتفسير ظاهرة التفاعل المتسلسل المعروفة جيداً في عملية المثاقفة.إن أي تغير ثقافي ينتج آثاراً ثانوية غير متوقعة ولا يمكن تجنبها حتى لو لم تكن متزامنة.
ونسوق هنا مثالاً واحداً.إن دخول المال مع الاستعمار إلى المجتمعات التقليدية الأفريقية لم يؤد إلى تغيير المنظومات الاقتصادية القائمة على التبادلية(عطاء/عطاء مقابل) فحسب، وإعادة التوزيع. وتسبب هذا الاستعمار ببلبلة أصابت جوانب أخرى لا سيما في منظومة المبادلات الزواجية. فللحصول على زوجة تقول القاعدة المعتادة أنه ينبغي تسليم عائلة الخطيبة تعويضاً زواجياً (بعض رؤوس الماشية مثلاً في بعض المجتمعات) وذلك وفقاً للمنطق القاضي بتقديم عطاء مقابل العطاء. لأن المال حينما يسيطر على العطاء المقابل العيني فهو يغير بنية التبادل بشكل عميق: جمع المبلغ اللازم لدفع" ثمن الخطيبة" لم يعد يتطلب تعاون جماعة الأقارب كلها (خلافاً لما يحدث عند تشكيل القطيع)وبالتالي أصبح الزواج قضية فردية واتخذ، بالتدريج، شكل مساومة اقتصادية فقط وليس مساومة كانت اجتماعية بالأساس(تقليدياً، كانت أولى غايات التبادل الزواجي هي التحالف بين مجموعتين من الأقرباء).في بعض الحالات فإن الزوجات اللواتي يقمن بجمع المال بأنفسهن من خلال ممارستهن التجارة أو العمل اليدوي، يمكنهن ترك أزواجهن بيسر أكبر لأنهن أصبحن قادرات على رد التعويض الزواجي.وبالتالي ازدادت حالات الانفصال (بينما كانت إحدى وظائف التعويض الزواجي التقليدي هي تأمين استقرار الزواج).وحينما وجد المبشرون أنفسهم إزاء ما كانوا يعتبرونه إساءة مزدوجة لمبادئ الأخلاق ("شراء الزوجة" و"عدم الاستقرار الزوجي") حاولوا إلغاء عرف التعويض الزواجي.لكن النتيجة خالفت توقعاتهم: فمن جهة، كان الأزواج يعتبرون أنفسهم شبه متزوجين، ومن جهة ثانية، فقد سهل على الزوجات المتحررات من واجب إعادة التعويض، الحصول على الطلاق وتغيير الشريك باستمرار.
إن وقائع المثاقفة تشكل "ظاهرة اجتماعية شاملة" على حد قول مارسيل ماوس، ويتبناه روجيه باستيد أيضاً.فهذه الوقائع تلامس مستويات الواقع الاجتماعي والثقافي كله.لذا، فلا يمكن تحديد التغير الثقافي بشكل مسبق ولا بشكل أفقي في داخل المستوى الواحد، ولا بشكل عمودي بين محتلف المستويات.وهذا ما يفسر بعض أوهام المبشرين في الماضي، الذين لم يكونوا يتمنون سوى مثاقفة جزئية للسكان الأصليين أو عملاء التطوير الاقتصادي اليوم، فمثلاً، تشجيع نقل التقنيات المسماة ب"الناعمة أو الخفيفة" بهدف احترام" ثقافة بلد متخلف يمكن أن تكون له، عند حد معين، آثار هدامة كالآثار التي يتركها نقل التقنيات "الثقيلة" المفترض أنها أشد فتكاً، لأن السلسلة الفاعلة التقليدية كلها قابلة للتغلب في الأحوال كلها ويتبعها تغير العلاقات الاجتماعية المرتبطة بها.
[right][justify][center][i]
avatar
trusy

ذكر عدد الرسائل : 4
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 03/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية المثاقفة والثقافوية Empty رد: نظرية المثاقفة والثقافوية

مُساهمة من طرف مصطفى بادوي الجمعة يناير 22, 2010 9:55 am

شكرا لك على هذه المساهمة القيمة و مرحبا بك في منتداك
مصطفى بادوي
مصطفى بادوي
الادارة
الادارة

ذكر عدد الرسائل : 300
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 11/01/2008

https://afaksocio.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية المثاقفة والثقافوية Empty رد: نظرية المثاقفة والثقافوية

مُساهمة من طرف trusy السبت يناير 23, 2010 5:33 pm

الشكر موصول لك أخي.ومزيدا من التوفيق لمنتدانا
avatar
trusy

ذكر عدد الرسائل : 4
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 03/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى