مراحل تنفيذ البحث الأنثروبولوجي

من طرف **لمياء** الأربعاء فبراير 27, 2008 10:29 am

المرحلة الأولى: قبل النزول إلى الميدان:

1. تحديد الموضوع: صياغة إشكالية.

2. إعداد الإطار النظري (بحيث تتم الدراسة في ضوء نظرية معينة).

3. تحديد الأبعاد التي يراد دراستها، أي الجوانب التي تدخل مباشرة في تشكيل موضوع البحث.

4. تحديد مجال البحث (الجماعة أو الجماعات التي يراد دراستها).

5. تنظيم عملية المشاهدة بالمشاركة وذلك ب:

أ- إعداد دليل المشاهدة الذي يشمل:

- الزمان.

- المكان.

- ماذا سيتم مشاهدته أو البحث عنه: بحيث يتم إعداد أمثلة استرشادية، توجه الباحث لاستيفاء العناصر المختلفة المكونة للموضوع المدروس.

- وضع عبارات موجهة، مع ملاحظة:

أن هذه الأمثلة والعبارات ليست نهائية أو ملزمة بحيث لا يخرج عنها الباحث.

كل عبارة أو مثال يدرجه الباحث في دليل المشاهدة يجب أن يكون له دور في إيضاح الظاهرة وفهم الدافع من ورائها.

أن تسمح العبارات والأمثلة من فهم السياق العام للظواهر المدروسة.

أن يوضع دليل المشاهدة في شكل جدول.

ب- خطة أولية لكيفية البحث عن المعلومات (برنامج عمل يومي).

بالنظر إلى مجال البحث (جماعة أو مجتمع محلي...) وبالنظر إلى موضوع البحث والأهداف التفصيلية، واعتمادا على الأبعاد التي يراد دراستها، وبالنظر أيضا إلى الزمن المتاح يتم وضع جدول زمني للمهام البحثية وما سيتم التركيز على مشاهدته والمشاركة في الأنشطة أو المراقبة...

ج- خطة لكيفية تدوين المعلومات.

بحيث يجهز الباحث نفسه بكل الوسائل التي يمكن أن تستخدم في تدوين المشاهدات والتي قد تشمل:

الورق، الأقلام، وكل ما يساعد على الكتابة*

أجهزة التصوير.

أجهزة التسجيل.

مع تحديد دقيق (افتراضي) لكيفية التدوين ومتى وأين يتم التدوين والمحاذير التي يجب تجنبها عند التدوين.

من طرف **لمياء** الأربعاء فبراير 27, 2008 10:34 am

المرحلة الثانية: في الميدان:

1. تحقيق الاندماج في الجماعة أو المجتمع محل الدراسة:

‌أ) على الباحث أن يدرك أنه عندما يلتحق بالجماعة التي سيقوم بدراستها، أنه سيحتل مكانة معينة سواء وعى ذلك أم لم يع، ولهذا عليه أن يغير من بنية علاقات الدور الذي تعود عليه حتى لا يسبب اضطرابات في أنماط الثقافة القائمة (إذا حللت بقوم فاحلب في إنائهم) عدم التميز عن الجماعة. ومع ذلك على الباحث أن لا ينساق كلية في الاستجابة إلى مؤثرات الجماعة إلا شكليا.

‌ب) يلتزم الباحث بقضاء فترة زمنية معقولة تتراوح بين عدة أيام وعدة أسابيع بما يمكنه من الاندماج الذي يرفع عنه كل تحفظ أو تخوف من أفراد الجماعة. غالبا ما يعيش الباحث الانثروبولوجي عاما او اكثر يقوم فيها بقراءة معلومات وصفية عن حول الشعوب او الجماعات المدروسة

‌ج) على الباحث أن يعيش حياتين – من الناحية العقلية الافتراضية – فعليه أن يتعلم كيف يعيش بالتناوب وبطريقة تلقائية خارج وداخل الجماعةالتي يدرسها:

- على الباحث أن يشارك الجماعة التي يدرسها نشاطاتها اليومية من أجل أن يكتشف الظواهر والسلوك كما هي في الواقع دون تكلف، فيندمج حتى يفهم المعاني التي يضفيها الأفراد على سلوكهم ويتعرف على أسلوب حياتهم (أن يدرك الجماعة من الداخل)، اذ يجب ان يتعلم لغتهم التي يتكلمون بها بالرجوع إلى المعاجم التي وضعها المبشرون أو غيرهم

- على الباحث أن ينفصل عن الجماعة حتى لا يفقد القدرة على أن يكتب تقريرا يعبربدقة وأمانة عما يحدث داخل الجماعة، وهذا يتطلب من الباحث أن لا يندمج في الجماعة إلى الحد الذي يجعله يرى كل شيء وكأنه سلوكا عاديا لا يثير اهتماما ولا يستأهل التسجيل.

1. اختبار كفاءة دليل المشاهدة والمقابلة وخطة البحث وكيفية التدوين.

وذلك بأن يجري عمليات تجريبية أولى قبل الانطلاق الفعلي في المشاهدة والتدوين، وقد يتطلب ذلك إدخال تعديلات في تلك الأساليب والوسائل.

2. إجراء المشاهدات والمقابلات وتدوينها: وهذا يتطلب من الباحث:

‌أ- أن يكون: شديد الانتباه، دقيق المشاهدة بالغ الإنصات.

‌ب- أن لا يكتفي بالاهتمام بالأشياء الغريبة أو المثيرة للانتباه بل حتى المألوفة التي اعتادت عيناه على مشاهدتها، وأذناه على سماعها.

ومما يدعم هذه القدرة المران الكثير والاجتهاد في تدريب الذاكرة على الاحتفاظ بالتفاصيل، والعين والأذن على التقاط المعلومات الدقيقة.

‌ج-على الباحث أن يهتم بجمع وتسجيل الأسماء والعبارات المحلية حول كل شيء أو سلوك أو فعل أو طقس أو احتفال يقع، مع الاهتمام بشرح كل ذلك شرحا كاملا، مع بيان ظروف ممارسته.

‌د-على الباحث أن ينتظر ظهور أنماط السلوك التي يريد دراستها وإن اضطر الانتظار ساعات وأيام.

‌ه- على الباحث أن يقوم بتدوين كل مشاهداته يوميا:

* يدون البيانات ويعبر عن أنماط السلوك والعلاقات والظواهر بطريقة موضوعية، دون إصدار أي أحكام قيمية أو ذاتية.

* يدون الانطباعات الخاصة والتعليقات حول تلك البيانات المحصل عليها بالمشاهدة والمقابلة (بالمعايشة)، وأن يكون ذلك متميزا بشكل كافي.

* يدون النقائص الواجب تخطيها باستكمال مزيد من البيانات.

‌و- أن لا يثق الباحث بذاكرته إطلاقا فقد تخونه.

‌ز- أن لا يبخل في استعمال الورق وذكر كل التفاصيل عند التدوين ما دامت هناك بيانات أو انطباعات أو تحليلات.

‌ح- من الطبيعي أن يتحول الباحث من أسلوب المشاهدة المباشرة إلى المشاهدة غير المباشرة في الحصول على المعطيات أحيانا.

‌ط- أشكال نموذجية للمشاهدة:

* المستوى الأول: المشاهدة من مكان يتركز فيه النشاط الذي يراد دراسته حيث يتكرر حدوثه في ذلك المكان (ضريح ولي، مقبرة، قاعة حفلات...).

* المستوى الثاني: الزيارات المتكررة لأماكن متعددة تقام فيها النشاطات المراد دراستها.

* المستوى الثالث: السير الرتيب في شارع أو شوارع المجتمع المحلي الذي يراد دراسته.

* المستوى الرابع: مشاهدة وقائع معينة، في مناسبات معينة (موكب زفاف، موكب جنازة، حفل ختان...).

من طرف **لمياء** الأربعاء فبراير 27, 2008 10:44 am

·

المرحلة الثالثة: بعد العودة من الميدان.

1. التصنيف: يقوم الباحث بتصنيف البيانات التي جمعها وسجلها في أواخر فترة البحث، ذلك أن زيادة ألفة الباحث بمجال البحث وتزايد كم المعلومات والبيانات سوف يسمح له بتصنيف تلك المشاهدات بشكل أنسب.

ويتم تصنيف تلك البيانات بناء على الأبعاد التي حددها عند الانطلاقة في البحث. وقد تضطره المعطيات الميدانية إلى إضافة أبعاد أخرى تخدم الموضوع ولم تكن متوقعة من الباحث.

2. التحليل والتفسير.

يتطلب تحليل البيانات مراجعة دقيقة للبيانات التي تم جمعها من المجتمع المحلي والمؤسسات المرتبطة بموضوع البحث ومن وحدات المعيشة ، والتحليل ليس عملية تتم بعد الانتهاء من جمع البيانات ولكنها عملية متصلة تشمل اختبار البيانات بمجرد الحصول عليها، وتصنيفها وصياغة أسئلة اضافية ن والتحقق من البيانات والتوصل الى نتائج لذا يجب على القائم على البحث الاهتمام بالمراجعات الدورية للملفات واستكمال البيانات ، والتحقق منها.لذلك

‌أ- يجب أن لا يكتفي الباحث بوصف طقس أو ممارسة بأنها تتم بشكل معتاد أو في حدود النمط المعروف، فهذه العبارات تفترض مقدما وجود طقوس وممارسات عامة مشتركة، وهذا أسلوب غير علمي.

‌ب- يجب على الباحث أن يحذر من إساءة استخدام الأحكام والمصطلحات والتعابير عند وصف أو تحليل أو تفسير الظواهر، بل عليه أن يبين بدقة المقصود من المصطلحات أو العبارات التي يقدمها بما يتطابق ومفهومها في المجتمع المبحوث.

‌ج- أن لا يكتفي الباحث بمجرد الوصف، وإنما عليه أن يتجاوزه إلى محاولة تفسير أسباب السلوك الذي يدرسه، ويربط ذلك بالإطار المرجعي للجماعة التي يدرسها من جهة، ويعالج كل ذلك في ضوء النظرية التي انطلق منها في دراسته.

‌د- وعلى الباحث أن يعتمد على الجانب غير المحدد (غير المقنن) من المشاهدات في التحليل والتفسير.

3. عرض النتائج و كتابة التقرير النهائي للبحث:

على الباحث أن يعرض النتائج في شكل تركيبي يثير قضايا وفروض لدراسات مستقبلية متخصصة.وذلك بالأخذ بعين الاعتبار الجوانب الشكلية والمنهجية المتعارف عليها عند كتابته لمحتوى العمل.فتقرير البحث يتضمن نتائجه المختلفة التي تعبر عن العلاقات التي تربط بين رؤوس موضوعات الدليل . وترى "سكريمشو" ضرورة كتابته بوضوح .كما أن الأشكال والخرائط من شأنها أن تجعل البيانات أكثر وضوحا ، وهي أن تغنى عن الشرح المطول ، أن استخدام عبارات الإخباريين تجعل الفكرة أكثر تعبيرا عن الواقع كما انه من الضروري تلخيص النتائج الأساسية والتوصيات وكتابتها في بداية التقرير ، وفيما يلي الخطوط العامة للتقرير:

1-المقدمة وتحديد الهدف:وتشمل مناقشة عامة لهدف أو أهداف البحث.

2-معلومات عن الخلفية القومية للمؤسسات والبرامج موضوع البحث مع الإشارة للدراسات الهامة.

3-وصف مجتمعات الدراسة وتشمل أسباب اختيار المجتمع المحلي وسماته العامة من حيث الوضع الجغرافي أو الأيكيولوجي ، وبيانات عن سكانه وعن طرق الاتصال، وبيانات سوسيو اقتصادية " المهن ، الأسواق والتعليم .....

4-المناهج: وتضم بيانات حول اختيار العينة، جدول زمني للبحث، وسمات الباحثين من حيث النوع والسن، والمستوى التربوي...الخ.كما يتضمن موضوعات الاختيار والتدريب والإشراف والمشاركة في تحليل البيانات وكتابتها إلى جانب التقنيات وأدوات البحث.

5-النتائج: وتبدأ بعقد مقارنات بين المجتمعات المحلية وتناول مجتمع أو مجتمعات البحث البحث من حيث الوحدات المعيشة وصفها ومعتقداتها حول موضوع البحث.

مراحل تنفيذ البحث الأنثروبولوجي

مراحل تنفيذ البحث الأنثروبولوجي

رد: مراحل تنفيذ البحث الأنثروبولوجي

رد: مراحل تنفيذ البحث الأنثروبولوجي