الفلسفة والدين : أبعاد التحاور وتكريس التسامح
2 مشترك
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي
صفحة 1 من اصل 1
الفلسفة والدين : أبعاد التحاور وتكريس التسامح
الفلسفة
والدين : أبعاد التحاور وتكريس التسامح
د. إبراهيم محمد مرزوق
نشأت
الفلسفة في أحضان الدين وبرعاية منه ، ولذا
نجد معظم موضوعات الفلسفة وليدة الدين
، ولهذا قيل إن الفلسفة بنت الدين وأم العلوم
.
ويعالج
هذا البحث علاقة الفلسفة بالدين، ويتناول
القضايا الآتية :
المنطق
الديني والمنطق الفلسفي ، ويتضح لنا أن
المنطق الديني هو الوصول إلى الله تعالى
، وكذلك المنطق الفلسفي الذي يسعى إلى الوصول
إلى الحقيقة المطلقة، التي هي في النهاية
الله تعالى ، إذن المنطق الديني والمنطق
الفلسفي واحد ، كما يتعرض البحث لمحاولة
بعض الباحثين التفريق بين الفلسفة والدين
بحجة أن الدين نتاج إلهي ، والفلسفة نتاج
بشري، ولا يمكن أن يلتقيا ، وأوضحنا أن
تلك التفرقة غير صحيحة ، وأنها صدرت عن
تصور خاطئ لحقبة زمنية معينة ، ومن ثم لا
ينطبق على كل الأديان ـ السماوية ـ بل ينطبق
على دين واحد في عصر واحد .
ثم تناول
الباحث محاولة التوفيق بين الفلسفة والدين
، وتخير مجموعة نماذج تمثل الفكر المسيحي،
والفكر الإسلامي ، وقد تناول في الفكر المسيحي
القديس أوغسطين ، والقديس أنسلم ، والقديس
توماس الأكويني ، وتناول في الفكر الإسلامي
، الفيلسوف العربي الكندي، والمعلم الثاني
" أبو نصر الفارابي "، وكذلك موقف "
الغزالي " من الفلسفة، ورد على الاتهام
الموجه إلى
الغزالي من أنه يعادي الفلسفة ، وأوضح أن
الغزالي انتقد جانباً واحداً في الفكر
الفلسفي، وهو ما يتعلق بالجانب الإلهي
، أما باقي الجوانب الفلسفية فقد قبلها
الغزالي ، وحبذ النظر والاستدلال العقلي
، مؤكداً أن النظر العقلي الصحيح لا يخالف
الإيمان بل يدعمه ، كما تناول البحث محاولة
الفيلسوف " ابن رشد " في التوفيق بين
الفلسفة والدين في كتابه " فصل المقال
فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال "،
وخلص من ذلك إلى أن الفلاسفة أجمعوا على
أن الفلسفة لا تعارض الدين والدين لا يعارض
الفلسفة ، بل يكملان بعضهما بعضاً، ويتعاونان
على التوصل إلى الحقيقة ، وأن الدين يحرس
العقل من الزلل ، والعقل يحمي الدين من
الخرافات والأساطير ، فالدين يمهد الطريق
للفلسفة ، والفلسفة تطور وتجدد في الفكر
الديني، حتى تجعله قادراً على البقاء ومواجهة
التحديات، كما تناول البحث موقف القرآن
الكريم من الفلسفة ، وأوضح أن القرآن لا
يعادي الفلسفة الجادة ، بل يدعو إلى التفلسف
، وأشار إلى الكثير من الآيات القرآنية
الدالة على ذلك ، كما أوضح أن القرآن الكريم
لا يعادي العلم بل يحض عليه ، ومن ثم أفحمنا
قول بعض المستشرقين من أن الإسلام يحارب
العلم والفلسفة.
ثم ذيل
الباحث البحث بخلاصة جمع فيها النتائج
التي وصل إليها، وهي أن الدين يولد الفلسفة،
والفلسفة متممة للدين، وأن التعارض بينهما
إن وجد فهو إما راجع إلى عدم فهم عالم الدين
للدين فهماً صحيحاً، وإما أن المشتغل بالفلسفة
لم يتعمق فيها، وأن القليل من الفلسفة يؤدي
إلى الإلحاد ، والتعمق في الفلسفة يقود
إلى الإيمان .
المؤتمر
الفلسفي عن [الفلسفة والمجتمع] آفاق التنظير
وحدود التطبيق
12 – 14 الفاتح [سبتمبر] 200
والدين : أبعاد التحاور وتكريس التسامح
د. إبراهيم محمد مرزوق
نشأت
الفلسفة في أحضان الدين وبرعاية منه ، ولذا
نجد معظم موضوعات الفلسفة وليدة الدين
، ولهذا قيل إن الفلسفة بنت الدين وأم العلوم
.
ويعالج
هذا البحث علاقة الفلسفة بالدين، ويتناول
القضايا الآتية :
المنطق
الديني والمنطق الفلسفي ، ويتضح لنا أن
المنطق الديني هو الوصول إلى الله تعالى
، وكذلك المنطق الفلسفي الذي يسعى إلى الوصول
إلى الحقيقة المطلقة، التي هي في النهاية
الله تعالى ، إذن المنطق الديني والمنطق
الفلسفي واحد ، كما يتعرض البحث لمحاولة
بعض الباحثين التفريق بين الفلسفة والدين
بحجة أن الدين نتاج إلهي ، والفلسفة نتاج
بشري، ولا يمكن أن يلتقيا ، وأوضحنا أن
تلك التفرقة غير صحيحة ، وأنها صدرت عن
تصور خاطئ لحقبة زمنية معينة ، ومن ثم لا
ينطبق على كل الأديان ـ السماوية ـ بل ينطبق
على دين واحد في عصر واحد .
ثم تناول
الباحث محاولة التوفيق بين الفلسفة والدين
، وتخير مجموعة نماذج تمثل الفكر المسيحي،
والفكر الإسلامي ، وقد تناول في الفكر المسيحي
القديس أوغسطين ، والقديس أنسلم ، والقديس
توماس الأكويني ، وتناول في الفكر الإسلامي
، الفيلسوف العربي الكندي، والمعلم الثاني
" أبو نصر الفارابي "، وكذلك موقف "
الغزالي " من الفلسفة، ورد على الاتهام
الموجه إلى
الغزالي من أنه يعادي الفلسفة ، وأوضح أن
الغزالي انتقد جانباً واحداً في الفكر
الفلسفي، وهو ما يتعلق بالجانب الإلهي
، أما باقي الجوانب الفلسفية فقد قبلها
الغزالي ، وحبذ النظر والاستدلال العقلي
، مؤكداً أن النظر العقلي الصحيح لا يخالف
الإيمان بل يدعمه ، كما تناول البحث محاولة
الفيلسوف " ابن رشد " في التوفيق بين
الفلسفة والدين في كتابه " فصل المقال
فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال "،
وخلص من ذلك إلى أن الفلاسفة أجمعوا على
أن الفلسفة لا تعارض الدين والدين لا يعارض
الفلسفة ، بل يكملان بعضهما بعضاً، ويتعاونان
على التوصل إلى الحقيقة ، وأن الدين يحرس
العقل من الزلل ، والعقل يحمي الدين من
الخرافات والأساطير ، فالدين يمهد الطريق
للفلسفة ، والفلسفة تطور وتجدد في الفكر
الديني، حتى تجعله قادراً على البقاء ومواجهة
التحديات، كما تناول البحث موقف القرآن
الكريم من الفلسفة ، وأوضح أن القرآن لا
يعادي الفلسفة الجادة ، بل يدعو إلى التفلسف
، وأشار إلى الكثير من الآيات القرآنية
الدالة على ذلك ، كما أوضح أن القرآن الكريم
لا يعادي العلم بل يحض عليه ، ومن ثم أفحمنا
قول بعض المستشرقين من أن الإسلام يحارب
العلم والفلسفة.
ثم ذيل
الباحث البحث بخلاصة جمع فيها النتائج
التي وصل إليها، وهي أن الدين يولد الفلسفة،
والفلسفة متممة للدين، وأن التعارض بينهما
إن وجد فهو إما راجع إلى عدم فهم عالم الدين
للدين فهماً صحيحاً، وإما أن المشتغل بالفلسفة
لم يتعمق فيها، وأن القليل من الفلسفة يؤدي
إلى الإلحاد ، والتعمق في الفلسفة يقود
إلى الإيمان .
المؤتمر
الفلسفي عن [الفلسفة والمجتمع] آفاق التنظير
وحدود التطبيق
12 – 14 الفاتح [سبتمبر] 200
رد: الفلسفة والدين : أبعاد التحاور وتكريس التسامح
شكرا على الموضوع الجميل !
_____________________
* لكن هل من الممكن إيضاح على ماذا اعتمد " الغزالي" في انتقاده ما يخص الجانب الإلهي في الفلسفة ؟؟
و شكراا !
_____________________
* لكن هل من الممكن إيضاح على ماذا اعتمد " الغزالي" في انتقاده ما يخص الجانب الإلهي في الفلسفة ؟؟

و شكراا !
EL KADIRI- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 9
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 15/12/2010
رد: الفلسفة والدين : أبعاد التحاور وتكريس التسامح
الغزالي انطلق من يقين مبالغ فيه لتعارض النص الديني مع العقل
واعتقد ان الخوض في الامور الدينية بالعقل يفضي الى الفسوق و الإلحاد .
واعتقد ان الخوض في الامور الدينية بالعقل يفضي الى الفسوق و الإلحاد .
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى