رواج التفكيكية في التجربة النقدية المعاصرة "عرض ونقد"
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي
صفحة 1 من اصل 1
رواج التفكيكية في التجربة النقدية المعاصرة "عرض ونقد"
رواجالتفكيكية
في التجربة النقدية المعاصرة "عرض ونقد"
د.بشير
تاوريريت- باحث منالجزائر
ملخص:
يقفالقارئ في هذه الدراسة النقدية عند جل الكتابات النظرية والإجرائية التي
اتّخذت مناستراتيجية التفكيك دعامة منهجية في التأسيس
لمقولات نقدية، تستهدف تقويض النصالأدبي من الداخل وخلخلة بنائه الهرمي
لاستكشاف دلالاته الهاربة والمختفية تحتستائر إشارته الغامضة والعائمة، حيث تحوّلت
هذه الدراسة إلى مسح شامل مسّ بأصابعهالناعمة جل الإسهامات الغربية والعربية.
وقدجرى التركيز في هذه الصفحات على كتابات: جاك دريدا ورولان بارث وبول ديمان
وهارولدبلوم وهيلر وهارثمان. أما على صعيد النقد
العربي المعاصر فقد احتفت هذه الدراسةبتجربة الناقد السعودي عبد الله محمد
الغذامي والناقد الجزائري عبد الملك مرتاض ومندون إغفال تجارب نقدية تفكيكية أخرى حظيت
بأهمية أقل كتجربة بسام قطوس وعبد اللهإبراهيم وآخرين. ولم تكن هذه الدراسة مجرّد
عرض أو سرد ممل لتلك المحاولات، وإنماكانت محفوفة ومتوّجة بروح نقدية استهدفنا
فيها تصريحات واعترافات أولئك النقادبأزمة أو قصور المقاربة التفكيكية مشيرين في
الوقت نفسه إلى بعض الاقتراحات الجديدةالتي بإمكانها تخطي أزمة النقد التفكيكي
والحلم بمستقبل نقدي واعد.
1 ـفي كتابات النقاد الغربيين
تمثلفرنسا المهد الأول للتفكيك، والذي انتقل إلى أمريكا عبر رحلة قادها دريدا
الذي ألقىمحاضراته في جامعة بيل وجونز هوبكنز، هذه
الأخيرة التي شهدت ميلاد المؤتمر الأولللتفكيك عام 1966 لتسود بذلك التفكيكية
الساحة النقدية الأمريكية في السبعينات،ويتأثّر بها العديد من المؤلفين والنقاد
"لتهيمن بذلك أفكار دريدا على الساحةالأدبية وخاصة على النقاد الرومنسيين
والناقمين على موجة النقد الجديد"(1) لاسيماأن الدراسات التفكيكية قد أعادت الشك في
العملية النقدية لتعود إلى الذات الكانطيةعودة نسبية وهذا لا يمنع وجود معارضين مثل
التفكيك صدمة لهم.
ويأتيالناقد الفرنسي (R.Barthes) رولان بارث في طليعة النقاد التفكيكيين وإن
عرفت آراؤهتقلباً واضحاً على ضفاف مناهج عدة، وأفضل ما
يمثل مرحلة بارث التفكيكية مقاله عن ـموت المؤلف ـ عام 1968. وقد توجه في كتابه
(الكتابة في الدرجة الصفر) سنة 1953 نحوفك أغلال الكلمة لتنطلق حرّة حتى تصل إلى
درجة اللامعنى، وتناول في كتابه (S/Z) الذي صدر عام 1970 وهو عبارة عن دراسة
لرواية قصيرة غير مشهورة وقد "قسمها إلى (561) وحدة قرائية وضمنها كتابه الذي بلغ 200 صفحة
ونيف، وكان هذا الكتاب هو العملالذي اشتهر به "بارث خارج
فرنسا"(2).
وتحدثفي كتابه لذة النص (1973) "عن النص باعتباره تفكيكاً للأسماء وفيه فرق
بين المتعةواللذة"(3). ومثل دريدا طالب الفلسفة
"ذو الأصل الجزائري"(4) الجسر المتوهج بينالمدرستين الفرنسية والأمريكية من خلال ذخيرة متميزة أخذت منها معظم
الدراساتالحديثة التي تلت الاستراتيجية. وتليها
مقالات نشرها عام 1967 رسمت ثلاثيتهالمشهورة "في الكتابة"،
"تناول فيها الطريقة التي يعطي فيها من يكتبون عن اللغةميزة للكلام على الكتابة، ويخص عمله بالعالمين دي سوسير وجون جاك
روسو"(5) وكتابه ـالكتابة والإختلاف ـ قسمه إلى قسمين، أدرج
في جزئه الأول رسالة حول مفردة ومفهومالتفكيك ومقالة في اللغة أما قسمه الثاني
احتوى خمس دراسات فكرية منها مسرح القسوةوالقوة والدلالة ونهاية الكتاب وبداية
الكتابة"(6) وفي عام 1972 نشر ثلاثة كتب أخرىوهي: حواشي الفلسفة ضمن عشر مقالات
"أهمها الاختلاف Qusia et gramnier, La
différance " وتتناول بحث هايدغر عن ميتافيزيقيا الحضور.. وأخرى عن نظرية هيغل فيالرمز وعن مكانة الإنسانية في كتابات هيدجر وغيرها"(7) ثم كتابه
"الانتشار"، ضمّبدوره ثلاث مقالات "طول كل منها 100
صفحة تناول التأثيرات اللغوية التي لا تخضعللتحديد الفكري ولا يمكن اختزالها إلى مفهوم
واضح"(
ثالث هذه الكتب هو كتاب "مواقف" يضم النصوص المكتوبة لثلاث
مقابلات: المقابلة الأولى تعليق على أعمال دريداعام (1967)، أما الثانية فقد تضمنت حديثاً
موجزاً عن نظرية الرمز، ونقد دريدا لهافي حين المقابلة الثالثة تضم شرحاً
للتفكيكية حول مواضيع عديدة أخرى عن التاريخوالماركسية وجاك لاكارن". كما كتب
كتاباً آخر عنوانه "Clas" وله كتب عديدة.
لقدخلفت كتابات دريدا تأثيراً واسعاً في الجامعات الأمريكية خاصة مجموعة نقاد
بيل "Yale"، فمثلت كتابات بول دي
مان ـ مناصر التفكيك الأول ـ الأرضية الصلبة التيانطلقت منها انتقادات النقاد الجدد خاصة من
خلال كتابه "العمى والبصيرة" الذي صدرعام 1971 ويرى فيه دي مان "أن النقاد
يصلون إلى البصيرة النقدية من خلال العمىالنقدي(9).
لقدمثلت الاختلافات بين النقاد الحاجز الذي يحيل بينهم وبين الوصول إلى الهدف
وهو مااصطلح عليه دي مان "بالتقابل الجدلي
بين النص والمفسر"(10) ثم يفرق في كتابه هذابين الفلسفة والأدب، حيث "تنظر الفلسفة
للأدب على أنه خيال محض"(11). ويذهب فيكتابه "أمثولات القراءة" 1979،
إلى نمط بلاغي من التفكيك كان بدأه في كتابه الأولفالقراءة دائماً إساءة للقراءة بالضرورة؛
لأن المجاز Topes يتداخل حتماً بين النصوصالنقدية والأدبية، والكتابة النقدية تتطابق أساساً مع المجاز الأدبي الذي نطلق
عليهالأمثولة Allegory"(12).
وكانهارولد بلوم مرافقاً للرومانسية مما جعل تأثره سريعاً بالتفكيك وكان كتابه
الأوليخص أعمال شيللي (1959) بعنوان "صناعة
الأسطورة عند شيللي"(13) وله كتاب "قلقالتأثير" 1973 وقد تحدث فيه عن عقدة
التوتر الناتجة عن السلف، أوضح أن الشاعرالغربي يمتلك الشجاعة بالاعتراف بتأخره إزاء
التقاليد التي ورثها"(14).
هذاوقد ألف كتاباً بعنوان "القبلانية والنقد" (والنصوص العبرانية
التي تكشف المعانيالباطنة في العهد القديم) هي معنى القبلانية
"يعتقد بلوم أن الصيغة التي وضعهاإسحاق لوريا في القرن السادس عشر للصوفية
القبلانية، هي نموذج مثالي للطريقة التيكان يراجع بها شعراء اللاهوت الشعراء
السابقين في شعر ما بعد النهضة"(15).
وكانكتابه الشعر والكبح عام 1976 يعني بشعر ما بعد الرومنسية، والكبح بالنسبة
له بمثابةمعاني التكرار أو البراءة الطبيعية
المعتادة، وهنا يشير بلوم إلى ضرورة وجوبالتعامل مع النص من خلال علاقته بالنصوص
السابقة. وتحدث جيفري هارتمان "عن الفرقبين الكتابة النقدية الإبداعية ومجرد
الكتابة النقدية في مقاله المفسر للتحليلالذاتي"(16) ويذهب إلى ما ينتهي إليه
دريدا إلى أن "النصوص مختلفة دائماً بسببالتقاليد التي تحكمها والتخلص من هذه العقدة
لا يكون إلا بدخول الناقد في قلب لبالمعاني"(17) كانت هذه آراء هارتمان من
خلال كتابه المتميز "قدر القراءة" 1975، وإنكان له كتاب سابق نشره عام 1970 عنونه بـ"ما وراء الشكلية"
وكتابه الأخير نشره سنة 1980 تحت عنوان "النقد في البرية".
أماهيللر "ناقد مدرسة جنيف جعل من اللعب باللغة طريقة في التعامل مع
التفكيك"(18) وركزعلى تفكيك القص خصوصاً من خلال كتابه
"القص والتكرار" عام 1972" الذي يضم سبعروايات بدأ بالبحث عن تشارلز ديكنز عام 1970 تحدث فيه عن نظرية جاكسون عن
الاستعارةوالكناية"(19). هذا هو المسار العام
لشطحات النقاد التفكيكيين في الساحة النقديةالغربية صرحاً عظيماً، فكيف استقبل نقادنا
العرب هذه الاستراتيجية؟.
2 ـفي كتابات النقاد العرب:
توجهتالحركة النقدية العربية في معظمها إلى استقبال المناهج الألسنية باختلافها
فكانلهذه الأخيرة الصدى الواسع في نفوس
المتتبعين للحركة الثقافية العربية علىالعموم. فتناولوها في كتاباتهم ولمعت أسماء عدّة في
أوساطهم، ولعل رواج التفكيكية فيالتجربة النقدية العربية كان بسبب انتشار
الترجمات العديدة لمؤلفات الرواد أمثالرولان بارث وجاك دريدا، وقد ساعد ذلك على
انتشار التفكيك في الساحة النقديةالعربية.
ويجمعمعظم الدارسين أن "أول دراسة تفكيكية تعود إلى سنة 1985"(20)،
وهي محاولة عبد اللهمحمد الغذامي في كتابه "الخطيئة
والتكفير" إذ تناول في قسمه الأول المناهج النقديةالألسنية وشاعرية النص ومصطلح تداخل النصوص وما إلى ذلك من المفاهيم في حين
خصصقسمه الثاني لمقاربة قصيدة حمزة شحاتة
والموال الحجازي(21).
ويطالعنا
عبد الله محمد الغذامي بكتاب ثان هو "تشريح النص" 1987 فقدجاء في أربعة فصول توزعت عليها المقاربة التشريحية التي قام بها الغذامي
على بعضالنصوص الشعرية لشعراء معاصرين، حيث خصص
الفصل الأول لمطاردة الإشارات والرموز فينص شعري لأبي القاسم الشابي، إذ قام بقراءة
سيميولوجية لقصيدة "إرادة الحياة"،وعنون الفصل الثاني "بالخطاب الشعري
الجديد مقاربة تشريحية" أما الفصل الثالث فقدجعله سبب نصوصية النص، فكان هذا الفصل
بعنوان "ماذا النقد الألسني"سؤال عن نصوصيةالنص، وكان الفصل الرابع من هذا الكتاب تحت عنوان "من الدخول إلى
الخروج"، قراءة فيقصيدة "الخروج" لصلاح عبد الصبور،
وذلك لما فيها من الأساليب الفنية الراقيةوالأصيلة التي جعلتها حيّة وباقية لكل
الأزمان(22).
وفيعام 1994 صدر للغذامي كتاب بعنوان "القصيدة والنص المضاد" أعرب
فيه عن أسباب تبنيهللتفكيك أو التشريح، والقراءة التشريحية
تساعدنا عل سد أغوار النص الأدبي، إنهاآلية لتوضيح حقيقة الكتابة لإبراز جمالية
مدى صحتها، كما تبيّن أصالتها والإبداعفيها، من الانتحال والتقليد، تخرج النصوص
الوافدة إلى نص معيّن لتبرز بذلك ثقافةالقارئ وسعة اطلاعه على الكتابات الأخرى وفي
هذا السياق يقول الغذامي: "وبما أننانمارس القراءة والنقد من الداخل فهذا معناه
أننا نتعمّق في أغوار هذا الداخل ونغوصفيه أكثر كي نزداد وعياً به وبأنفسنا فيه،
وسنكون حينئذ طرفاً في محاورة مفتوحةتقوم على المعارضة والمناقضة، وتتخذ الحل
والنقض والتشريح وسائل لفتح حلقات الدائرةوالنفاذ من خلالها"(23).
ولقدتخلل الكتاب مجموعة قيّمة من الأشعار الجاهلية والحداثية، وقف عليها
الغذامي قراءةوتحليلاً مبيّناً طرائق خروجها عن دلالاتها
المعجمية إلى آفاق أخرى من الدلالة حسبالسياقات الواردة فيها، وحسب القراءات
المختلفة لها وهذه من سمات القراءةالتشريحية. كما تحدث أيضاً في غضون تحليلاته
لهذه الأشعار عن بعض المعاني التيتبنتها استراتيجية التفكيك، مثل المختلف
المضاد، الكامل الناقص، والحضور والغيابوهي في الحقيقة أسس لنظرية معتمدة في
القراءة التشريحية والتي من خلالها يستطيعالقارئ مطاردة المعاني والدلالات اللانهائية
للنصوص المكتوبة، كونها تمثل صخور صماءكامنة على بنية تحتية من الدوال التي تحتمل
ما لا نهاية من المدلولات والتأويلات. تلكم هي بعض الأعمال النقدية التي اعتنقت
شيئاً من الملامح النظرية لاستراتيجيةالتفكيك في الساحة النقدية العربية.
وإذاكان عبد الله محمد الغذامي هو أول من اقتفى خطوات التشريح في الساحة
النقديةالعربية، فإنه قد أدرك خطورة النهج التشريحي
الدريدي، وهذا ما نستشفه من قوله: "... كل تشريح هو محاولة استكشاف وجود (..) ما لا
حصر له من الدلالات المنفتحة أبداً،وهذه تشريحة تختلف عن تشريحة
دريدا"(24). ويعلق الباحث يوسف وغليسي على منهج الغذايفيقول: "وما يمكن أن نلاحظه على منهج الغذامي هو أنه منهج تركيبي
(بنيوي، سيميائي،تفكيكي) يفيد من تفكيكية دريدا حيناً وبارث
أحياناً، ولكنه يطعمها بروح نقديةخاصة..."(25). وهذا ما يعترف به
الغذامي نفسه إذ يقول: "وأنا شخصياً في كتابي "الخطيئة والتكفير" أعتمد على التشريحية
وهي مدرسة جديدة جاءت وأعقبت البنيوية،لكنني في عملي أقوم بمزج ما بين البنيوية
والسيمولوجية والتشريحية مستعيناً في ذلكبالمفهومات العربية الموجودة عند ابن جني
والجرجاني والقرطاجنّي"(26).
في التجربة النقدية المعاصرة "عرض ونقد"
د.بشير
تاوريريت- باحث منالجزائر
ملخص:
يقفالقارئ في هذه الدراسة النقدية عند جل الكتابات النظرية والإجرائية التي
اتّخذت مناستراتيجية التفكيك دعامة منهجية في التأسيس
لمقولات نقدية، تستهدف تقويض النصالأدبي من الداخل وخلخلة بنائه الهرمي
لاستكشاف دلالاته الهاربة والمختفية تحتستائر إشارته الغامضة والعائمة، حيث تحوّلت
هذه الدراسة إلى مسح شامل مسّ بأصابعهالناعمة جل الإسهامات الغربية والعربية.
وقدجرى التركيز في هذه الصفحات على كتابات: جاك دريدا ورولان بارث وبول ديمان
وهارولدبلوم وهيلر وهارثمان. أما على صعيد النقد
العربي المعاصر فقد احتفت هذه الدراسةبتجربة الناقد السعودي عبد الله محمد
الغذامي والناقد الجزائري عبد الملك مرتاض ومندون إغفال تجارب نقدية تفكيكية أخرى حظيت
بأهمية أقل كتجربة بسام قطوس وعبد اللهإبراهيم وآخرين. ولم تكن هذه الدراسة مجرّد
عرض أو سرد ممل لتلك المحاولات، وإنماكانت محفوفة ومتوّجة بروح نقدية استهدفنا
فيها تصريحات واعترافات أولئك النقادبأزمة أو قصور المقاربة التفكيكية مشيرين في
الوقت نفسه إلى بعض الاقتراحات الجديدةالتي بإمكانها تخطي أزمة النقد التفكيكي
والحلم بمستقبل نقدي واعد.
1 ـفي كتابات النقاد الغربيين
تمثلفرنسا المهد الأول للتفكيك، والذي انتقل إلى أمريكا عبر رحلة قادها دريدا
الذي ألقىمحاضراته في جامعة بيل وجونز هوبكنز، هذه
الأخيرة التي شهدت ميلاد المؤتمر الأولللتفكيك عام 1966 لتسود بذلك التفكيكية
الساحة النقدية الأمريكية في السبعينات،ويتأثّر بها العديد من المؤلفين والنقاد
"لتهيمن بذلك أفكار دريدا على الساحةالأدبية وخاصة على النقاد الرومنسيين
والناقمين على موجة النقد الجديد"(1) لاسيماأن الدراسات التفكيكية قد أعادت الشك في
العملية النقدية لتعود إلى الذات الكانطيةعودة نسبية وهذا لا يمنع وجود معارضين مثل
التفكيك صدمة لهم.
ويأتيالناقد الفرنسي (R.Barthes) رولان بارث في طليعة النقاد التفكيكيين وإن
عرفت آراؤهتقلباً واضحاً على ضفاف مناهج عدة، وأفضل ما
يمثل مرحلة بارث التفكيكية مقاله عن ـموت المؤلف ـ عام 1968. وقد توجه في كتابه
(الكتابة في الدرجة الصفر) سنة 1953 نحوفك أغلال الكلمة لتنطلق حرّة حتى تصل إلى
درجة اللامعنى، وتناول في كتابه (S/Z) الذي صدر عام 1970 وهو عبارة عن دراسة
لرواية قصيرة غير مشهورة وقد "قسمها إلى (561) وحدة قرائية وضمنها كتابه الذي بلغ 200 صفحة
ونيف، وكان هذا الكتاب هو العملالذي اشتهر به "بارث خارج
فرنسا"(2).
وتحدثفي كتابه لذة النص (1973) "عن النص باعتباره تفكيكاً للأسماء وفيه فرق
بين المتعةواللذة"(3). ومثل دريدا طالب الفلسفة
"ذو الأصل الجزائري"(4) الجسر المتوهج بينالمدرستين الفرنسية والأمريكية من خلال ذخيرة متميزة أخذت منها معظم
الدراساتالحديثة التي تلت الاستراتيجية. وتليها
مقالات نشرها عام 1967 رسمت ثلاثيتهالمشهورة "في الكتابة"،
"تناول فيها الطريقة التي يعطي فيها من يكتبون عن اللغةميزة للكلام على الكتابة، ويخص عمله بالعالمين دي سوسير وجون جاك
روسو"(5) وكتابه ـالكتابة والإختلاف ـ قسمه إلى قسمين، أدرج
في جزئه الأول رسالة حول مفردة ومفهومالتفكيك ومقالة في اللغة أما قسمه الثاني
احتوى خمس دراسات فكرية منها مسرح القسوةوالقوة والدلالة ونهاية الكتاب وبداية
الكتابة"(6) وفي عام 1972 نشر ثلاثة كتب أخرىوهي: حواشي الفلسفة ضمن عشر مقالات
"أهمها الاختلاف Qusia et gramnier, La
différance " وتتناول بحث هايدغر عن ميتافيزيقيا الحضور.. وأخرى عن نظرية هيغل فيالرمز وعن مكانة الإنسانية في كتابات هيدجر وغيرها"(7) ثم كتابه
"الانتشار"، ضمّبدوره ثلاث مقالات "طول كل منها 100
صفحة تناول التأثيرات اللغوية التي لا تخضعللتحديد الفكري ولا يمكن اختزالها إلى مفهوم
واضح"(

مقابلات: المقابلة الأولى تعليق على أعمال دريداعام (1967)، أما الثانية فقد تضمنت حديثاً
موجزاً عن نظرية الرمز، ونقد دريدا لهافي حين المقابلة الثالثة تضم شرحاً
للتفكيكية حول مواضيع عديدة أخرى عن التاريخوالماركسية وجاك لاكارن". كما كتب
كتاباً آخر عنوانه "Clas" وله كتب عديدة.
لقدخلفت كتابات دريدا تأثيراً واسعاً في الجامعات الأمريكية خاصة مجموعة نقاد
بيل "Yale"، فمثلت كتابات بول دي
مان ـ مناصر التفكيك الأول ـ الأرضية الصلبة التيانطلقت منها انتقادات النقاد الجدد خاصة من
خلال كتابه "العمى والبصيرة" الذي صدرعام 1971 ويرى فيه دي مان "أن النقاد
يصلون إلى البصيرة النقدية من خلال العمىالنقدي(9).
لقدمثلت الاختلافات بين النقاد الحاجز الذي يحيل بينهم وبين الوصول إلى الهدف
وهو مااصطلح عليه دي مان "بالتقابل الجدلي
بين النص والمفسر"(10) ثم يفرق في كتابه هذابين الفلسفة والأدب، حيث "تنظر الفلسفة
للأدب على أنه خيال محض"(11). ويذهب فيكتابه "أمثولات القراءة" 1979،
إلى نمط بلاغي من التفكيك كان بدأه في كتابه الأولفالقراءة دائماً إساءة للقراءة بالضرورة؛
لأن المجاز Topes يتداخل حتماً بين النصوصالنقدية والأدبية، والكتابة النقدية تتطابق أساساً مع المجاز الأدبي الذي نطلق
عليهالأمثولة Allegory"(12).
وكانهارولد بلوم مرافقاً للرومانسية مما جعل تأثره سريعاً بالتفكيك وكان كتابه
الأوليخص أعمال شيللي (1959) بعنوان "صناعة
الأسطورة عند شيللي"(13) وله كتاب "قلقالتأثير" 1973 وقد تحدث فيه عن عقدة
التوتر الناتجة عن السلف، أوضح أن الشاعرالغربي يمتلك الشجاعة بالاعتراف بتأخره إزاء
التقاليد التي ورثها"(14).
هذاوقد ألف كتاباً بعنوان "القبلانية والنقد" (والنصوص العبرانية
التي تكشف المعانيالباطنة في العهد القديم) هي معنى القبلانية
"يعتقد بلوم أن الصيغة التي وضعهاإسحاق لوريا في القرن السادس عشر للصوفية
القبلانية، هي نموذج مثالي للطريقة التيكان يراجع بها شعراء اللاهوت الشعراء
السابقين في شعر ما بعد النهضة"(15).
وكانكتابه الشعر والكبح عام 1976 يعني بشعر ما بعد الرومنسية، والكبح بالنسبة
له بمثابةمعاني التكرار أو البراءة الطبيعية
المعتادة، وهنا يشير بلوم إلى ضرورة وجوبالتعامل مع النص من خلال علاقته بالنصوص
السابقة. وتحدث جيفري هارتمان "عن الفرقبين الكتابة النقدية الإبداعية ومجرد
الكتابة النقدية في مقاله المفسر للتحليلالذاتي"(16) ويذهب إلى ما ينتهي إليه
دريدا إلى أن "النصوص مختلفة دائماً بسببالتقاليد التي تحكمها والتخلص من هذه العقدة
لا يكون إلا بدخول الناقد في قلب لبالمعاني"(17) كانت هذه آراء هارتمان من
خلال كتابه المتميز "قدر القراءة" 1975، وإنكان له كتاب سابق نشره عام 1970 عنونه بـ"ما وراء الشكلية"
وكتابه الأخير نشره سنة 1980 تحت عنوان "النقد في البرية".
أماهيللر "ناقد مدرسة جنيف جعل من اللعب باللغة طريقة في التعامل مع
التفكيك"(18) وركزعلى تفكيك القص خصوصاً من خلال كتابه
"القص والتكرار" عام 1972" الذي يضم سبعروايات بدأ بالبحث عن تشارلز ديكنز عام 1970 تحدث فيه عن نظرية جاكسون عن
الاستعارةوالكناية"(19). هذا هو المسار العام
لشطحات النقاد التفكيكيين في الساحة النقديةالغربية صرحاً عظيماً، فكيف استقبل نقادنا
العرب هذه الاستراتيجية؟.
2 ـفي كتابات النقاد العرب:
توجهتالحركة النقدية العربية في معظمها إلى استقبال المناهج الألسنية باختلافها
فكانلهذه الأخيرة الصدى الواسع في نفوس
المتتبعين للحركة الثقافية العربية علىالعموم. فتناولوها في كتاباتهم ولمعت أسماء عدّة في
أوساطهم، ولعل رواج التفكيكية فيالتجربة النقدية العربية كان بسبب انتشار
الترجمات العديدة لمؤلفات الرواد أمثالرولان بارث وجاك دريدا، وقد ساعد ذلك على
انتشار التفكيك في الساحة النقديةالعربية.
ويجمعمعظم الدارسين أن "أول دراسة تفكيكية تعود إلى سنة 1985"(20)،
وهي محاولة عبد اللهمحمد الغذامي في كتابه "الخطيئة
والتكفير" إذ تناول في قسمه الأول المناهج النقديةالألسنية وشاعرية النص ومصطلح تداخل النصوص وما إلى ذلك من المفاهيم في حين
خصصقسمه الثاني لمقاربة قصيدة حمزة شحاتة
والموال الحجازي(21).
ويطالعنا
عبد الله محمد الغذامي بكتاب ثان هو "تشريح النص" 1987 فقدجاء في أربعة فصول توزعت عليها المقاربة التشريحية التي قام بها الغذامي
على بعضالنصوص الشعرية لشعراء معاصرين، حيث خصص
الفصل الأول لمطاردة الإشارات والرموز فينص شعري لأبي القاسم الشابي، إذ قام بقراءة
سيميولوجية لقصيدة "إرادة الحياة"،وعنون الفصل الثاني "بالخطاب الشعري
الجديد مقاربة تشريحية" أما الفصل الثالث فقدجعله سبب نصوصية النص، فكان هذا الفصل
بعنوان "ماذا النقد الألسني"سؤال عن نصوصيةالنص، وكان الفصل الرابع من هذا الكتاب تحت عنوان "من الدخول إلى
الخروج"، قراءة فيقصيدة "الخروج" لصلاح عبد الصبور،
وذلك لما فيها من الأساليب الفنية الراقيةوالأصيلة التي جعلتها حيّة وباقية لكل
الأزمان(22).
وفيعام 1994 صدر للغذامي كتاب بعنوان "القصيدة والنص المضاد" أعرب
فيه عن أسباب تبنيهللتفكيك أو التشريح، والقراءة التشريحية
تساعدنا عل سد أغوار النص الأدبي، إنهاآلية لتوضيح حقيقة الكتابة لإبراز جمالية
مدى صحتها، كما تبيّن أصالتها والإبداعفيها، من الانتحال والتقليد، تخرج النصوص
الوافدة إلى نص معيّن لتبرز بذلك ثقافةالقارئ وسعة اطلاعه على الكتابات الأخرى وفي
هذا السياق يقول الغذامي: "وبما أننانمارس القراءة والنقد من الداخل فهذا معناه
أننا نتعمّق في أغوار هذا الداخل ونغوصفيه أكثر كي نزداد وعياً به وبأنفسنا فيه،
وسنكون حينئذ طرفاً في محاورة مفتوحةتقوم على المعارضة والمناقضة، وتتخذ الحل
والنقض والتشريح وسائل لفتح حلقات الدائرةوالنفاذ من خلالها"(23).
ولقدتخلل الكتاب مجموعة قيّمة من الأشعار الجاهلية والحداثية، وقف عليها
الغذامي قراءةوتحليلاً مبيّناً طرائق خروجها عن دلالاتها
المعجمية إلى آفاق أخرى من الدلالة حسبالسياقات الواردة فيها، وحسب القراءات
المختلفة لها وهذه من سمات القراءةالتشريحية. كما تحدث أيضاً في غضون تحليلاته
لهذه الأشعار عن بعض المعاني التيتبنتها استراتيجية التفكيك، مثل المختلف
المضاد، الكامل الناقص، والحضور والغيابوهي في الحقيقة أسس لنظرية معتمدة في
القراءة التشريحية والتي من خلالها يستطيعالقارئ مطاردة المعاني والدلالات اللانهائية
للنصوص المكتوبة، كونها تمثل صخور صماءكامنة على بنية تحتية من الدوال التي تحتمل
ما لا نهاية من المدلولات والتأويلات. تلكم هي بعض الأعمال النقدية التي اعتنقت
شيئاً من الملامح النظرية لاستراتيجيةالتفكيك في الساحة النقدية العربية.
وإذاكان عبد الله محمد الغذامي هو أول من اقتفى خطوات التشريح في الساحة
النقديةالعربية، فإنه قد أدرك خطورة النهج التشريحي
الدريدي، وهذا ما نستشفه من قوله: "... كل تشريح هو محاولة استكشاف وجود (..) ما لا
حصر له من الدلالات المنفتحة أبداً،وهذه تشريحة تختلف عن تشريحة
دريدا"(24). ويعلق الباحث يوسف وغليسي على منهج الغذايفيقول: "وما يمكن أن نلاحظه على منهج الغذامي هو أنه منهج تركيبي
(بنيوي، سيميائي،تفكيكي) يفيد من تفكيكية دريدا حيناً وبارث
أحياناً، ولكنه يطعمها بروح نقديةخاصة..."(25). وهذا ما يعترف به
الغذامي نفسه إذ يقول: "وأنا شخصياً في كتابي "الخطيئة والتكفير" أعتمد على التشريحية
وهي مدرسة جديدة جاءت وأعقبت البنيوية،لكنني في عملي أقوم بمزج ما بين البنيوية
والسيمولوجية والتشريحية مستعيناً في ذلكبالمفهومات العربية الموجودة عند ابن جني
والجرجاني والقرطاجنّي"(26).
رد: رواج التفكيكية في التجربة النقدية المعاصرة "عرض ونقد"
ومهمايكن من أمر هذا المزج أو التركيب والتطعيم بروح نقدية خاصة، فإننا نأخذ على
الغذاميهذا الخلط المنهجي، والتقوقع داخل الزمر
المنهجية في تعددها، إذ نعتبر هذا التركيببين مختلف الحقول المنهجية ـ في مقاربة
نقدية واحدة ـ مظهراً من مظاهر قصور أحاديةالحقل المنهجي الواحد، فلو كانت الأطر
النظرية للمنهج الواحد كالتشريحية مثلاًتستند إلى تصور جمالي ومعرفي وقل إن شئت:
إنساني ما كان هذا التقوقع والاضطرابوالتداخل بين معالم هذه الموضات النقدية.
لذلكنجد عبد الله الغذامي كتب ما يشبه الاعتراف بقصور آليات النقد الجديد وفي
مقدمة ذلكالبنيوية، حيث يقول "في الواقع أني لست
بنيوياً، أنا أستخدم البنيوية ولكني من حيثالتصنيف العلمي أنا ناقد ألسني (...) الشيء
الوحيد الذي أنا ملتزم به هو مبدأ النقدالألسني (...) أنا أستخدم البنيوية في أوقات
معينة، واستخدامي لها هو استخدامانتقائي، أنا استخدم بعض أدواتها وأرفض
أدوات أخرى منها، مثلما أني أستخدم بعضأدوات السيميولوجيا وبعض أدوات التشريحية،
وبعض أدوات الأسلوبية"(27).
إنمسالة الوعي بخطورة أحادية المنهج في العمليات الإجرائية، لا يعدو أن يكون
اعترافاًضمنياً بإجهاض أدوات هذه الموضات النقدية
بنيوية كانت أو سيميائية أو أسلوبية أوتفكيكية (تشريحية)، والانتقاد الذي يدّعيه
عبد الله الغذامي لا يجدي نفعاً أمامإجهاض المدار "المفهوم الذي تشغله هذه
الموضات" وما مسارعة الناقد وتصريحاتهبالانتماء إلى مظلة النقد الألسني إلا دلائل
عن قصور مدارات هذه الاتجاهات النقديةالاحترافية.
ويطلقعبد الملك مرتاض مصطلحاً آخر يراه رديفاً للتفكيك، هذا المصطلح هو التقويض
"وهويتناسب مع الاستعارة التي يستخدمها دريدا في
وصفه للفكر الماورائي الغربي إذ يصفهباستمرار بأنه (صرح) أو معمار يجب
تقويضه"(28)، إلا أنه لم يتخذ مصطلحه هذا عنواناًواكتفى بتقليد جل الدراسات العربية في جمعه بين الدراسات التفكيكية
والسيميائيةمثلما هي الحال في كتابه "دراسة
سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي" لمحمد العيد آلخليفة و"تحليل الخطاب السردي معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية
زقاق المدق "دراسة سيميائية تفكيكية لحكاية حمال
بغداد"، الصادر عام 1989 الوارد في قصص ألفليلة وليلة.
وقدركز دراسته الأولى على الخطاب الشعري مقسماً كتابه إلى: ستة فصول درس في
الفصلالأول بنية القصيدة لدى محمد العيد آل خليفة
وفي الفصل الثاني تعرض إلى طبيعةالبنية أما فصله الثالث سماه في "مخاض
النص" في حين تناول في الفصل الرابع الحيّزالشعري وفي الفصل الخامس: الرمز الشعري
وأخيراً التركيب الإيقاعي"(29). هذا وقد ألفعبد الملك مرتاض كتاباً بعنوان "بنية
الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجانيمانية" 1986 استهلّ هذا الكتاب:
"بتمهيد حول نظرية الشعر عند الجاحظ ثم تطرق فيفصله الثاني لدراسة الصورة الشعرية وعالج في الفصل الثالث الحيّز الأدبي
وفي الرابعالزمن، أما فصله الخامس فكان مخصصاً لدراسة
الصوت والإيقاع في قصيدة المقالح،مقفياً هذا الكتاب بدراسة المعجم الفني
للقصيدة"(30).
وقدزاوج عبد الملك مرتاض بين السيميائية والتفكيك، في مقاربته لنص "زقاق
المدق" لنجيبمحفوظ، حيث تساءل في هذه الدراسة عن
"التحليل الروائي (...) بأي منهج"(31)، وهذا إندلّ على شيء إنما يدل على حيرة الناقد من هذه الفوضى النقد منهجية في حلهاوترحالها، وتسابقها بهدف الوصول إلى السواحل الجمالية لعالم النص الأدبي،
عالم معقدومتشابك، متغيّر ومتشعب اجتمعت فيه مؤثرات
نفسية واجتماعية وفكرية ولغوية، والسؤالالذي يطرح نفسه بإلحاح، هل هناك منهج واحد
قادر على استيعاب عالم النص؟ أم أنه يجبأن تتضافر وتتحد عدّة مناهج حتى يتمكن
الدارس من الدخول إلى هذا العالم السحري وكشفطلاسمه؟.
ولعلّهذه التساؤلات الحائرة هي التي جعلت عبد الملك مرتاض يسارع إلى تخطي مثل
هذهالإشكالات محاولاً استحداث منهج مركب يمكّنه
من مقاربة مثل هذه النصوص، وقد تمحورتمعالجته الإجرائية لرواية "زقاق
المدق" في قسمين بارزين، تناول في القسم الأول،البنى السردية في زقاق المدق على ثلاثة فصول، درس في الفصل الأول البنية
الطبقيةالقهرية، وفي الفصل الثاني درس البنية
المعتقداتية فيما تعرض إلى البنية الشبقية فيالفصل الثالث، هذا وقد خصص القسم الثاني
للتقنيات السردية التي تمّت بها الرواية،وتفرعت على هذا القسم أربعة فصول، درس في
الفصل الأول بناء الشخصيات الروائيةووظائفها في الرواية، ودرس في الفصل الثاني
تقنيات السرد في زقاق المدق، وخصص الفصلالثالث لدراسة الزمان في الرواية، وقد تعرض
في الفصل الرابع إلى خصائص الخطابالسردي لهذا النص الروائي(32).
وتوالت
الدراسات التطبيقية فيما بعد لدى نقاد آخرين أمثال بسام قطوسفي حين خصّ الكثير من النقاد كتاباتهم للناحية النظرية، فكان عملهم مجرّد
تعريفللتفكيكية لأنه كان ينقصهم الجانب الإجرائي
الذي يدعم الأعمال النقدية ومن هؤلاء: عبد العزيز حمودة الذي تحامل في كتابه
"المرايا المحدّبة من البنيوية إلى التفكيك،والمرايا المقعّرة نحو نظرية نقدية
عربية" على كل النقاد العرب الذي أسهموا فيالمناهج النصانية حسب رأيه ـ أنهم استعاروا
هذه المناهج من النقد الغربي الذي يختلففي كل شيء عن الحياة العربية بل ويعاكسها ـ
وحاولوا تطبيقها كما هي على النصوصالعربية الناشئة في بيئة عربية، فأدى بهم
ذلك إلى الفشل الذريع ـ حسب رأيه ـ وقدأعطى نوعاً من البديل في كتابه الثاني
"المرايا المقعرة"، بالرجوع إلى- تنظيراتالعرب القدامى وآرائهم اللغوية والأدبية.
أيضاًنجد عبد الله إبراهيم وآخرين كتبوا كتاباً بعنوان "في معرفة الآخر،
مدخل إلىالمناهج النقدية الحديثة" حيث حاول
هؤلاء تقديم المناهج وما جاءت به في شكل مبسط،وقد أماطوا اللثام في واحد من مباحثهم عن
التفكيك، هذا ناهيك عن الكتابات الأخرىالتي اختفت تحت مظلة ما بعد الحداثة، كلها
تدخل في باب التفكيك. وما التظافر بينالسيمياء والتفكيك سوى مبرر من مبررات أزمة
جدل هذين الاتجاهين في عجزهما عن مقاربةالبقاع الجمالية لعالم النص المعاصر
والحداثي على حد سواء. والواقع أن هذه الدراساتالتفكيكية لا تزال في مهدها الأول، لأنها
اكتفت برصد تلك الملامح النظرية في أطرهاالغربية، ولم تنفذ إلى الجانب الجمالي للنص
الأدبي.
هوامشالدراسة:
1 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ترجمة سعيد الغانمي، دار فارس للنشروالتوزيع، المغرب، ط1، 1996، ص141.
2 ـينظر: جون ستروك، البنيوية وما بعدها، من
ليفي شتراوس إلى دريدا، ترجمة محمد عصفور،المجلس الوطني للفنون والآداب، الكويت، ط1،
1996، ص103.
3 ـالمرجع نفسه، ص100.
4 ـالمرجع نفسه، ص236.
5 ـالمرجع نفسه، ص211.
6 ـالمرجع نفسه، (فهرس الكتاب).
7 ـالمرجع نفسه، ص213.
8 ـالمرجع نفسه، ص214.
9 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ص142.
10 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ترجمة رعد عبد الجليل جواد، دارالحوار للنشر والتوزيع، سوريا، ط1، 1992،
ص29.
11 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ص142.
12 ـالمرجع نفسه، ص144.
13 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ص120.
14 ـالمرجع نفسه، ص121.
15 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ص146.
16 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ص98.
17 ـالمرجع نفسه، ص99.
18 ـينظر: رامان سيلدن: النظرية الأدبية
المعاصرة، ص148.
19 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ص110.
20 ـينظر: يوسف وغليسي: التفكيكية في الخطاب
النقدي المعاصر، مجلة القوافل السعودية،مج5، ع7، 1997، ص62.
21 ـينظر: عبد الله محمد الغذامي: الخطيئة
والتكفير من البنتوية إلى التشريحية، قراءةللأنموذج إنساني معاصر، مقدمة نظرية ودراسة تطبيقية،
النادي الأدبي الثقافي بجدة،السعودية، ط1، 1985، فهرس الكتاب.
22 ـعبد الله محمد الغذامي: تشريح النص: مقاربات
تشريحية لنصوص شعرية معاصرة، دارالطليعة، بيروت، لبنان، ط1، 1987، فهرس
الكتاب.
23 ـعبد الله محمد الغذامي: القصيدة والنص
المضاد، المركز الثقافي العربي، بيروت،لبنان، ط1، 1994، ص81.
24 ـعبد الله محمد الغذامي: الخطيئة والتكفير،
ص86.
25 ـيوسف وغليسي: إشكاليات المنهج والمصطلح في
تجربة عبد الملك مرتاض النقدية (رسالةماجستير)، معهد اللغة والأدب العربي، جامعة
منتوري، قسنطينة، 1996، ص49.
26 ـمن حوار مع عبد الله محمد الغذامي، أجراه
جهاد فاضل ضمن كتاب: أسئلة النقد، حواراتمع النقاد، الدار العربية للكتاب، ط1، 1994،
ص208.
27 ـعبد الله محمد الغذامي: تشريح النص، ص72.
28 ـينظر: يوسف وغليسي: التفكيكية في الخطاب
النقدي المعاصر، مجلة القوافل، ص62.
29 ـينظر: عبد الملك مرتاض: دراسة سيميائية
تفكيكية لقصيدة أين ليلاي، لمحمد العيد آلخليفة، ديوان المطبوعات الجماعية، الجزائر،
ط1، 1992، فهرس الكتاب.
30 ـينظر: عبد الملك مرتاض: مقدمة بنية الخطاب
الشعري، دراسة تشريحية لقصيدة "أشجانيمانية" ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر، ط2، 1991.
31- عبد الملك مرتاض: تحليل الخطاب السردي،
معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية "زقاقالمدق"، ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر، ط1، 1995، ص3.
32 ـالمرجع نفسه، (فهرس الكتاب).
الغذاميهذا الخلط المنهجي، والتقوقع داخل الزمر
المنهجية في تعددها، إذ نعتبر هذا التركيببين مختلف الحقول المنهجية ـ في مقاربة
نقدية واحدة ـ مظهراً من مظاهر قصور أحاديةالحقل المنهجي الواحد، فلو كانت الأطر
النظرية للمنهج الواحد كالتشريحية مثلاًتستند إلى تصور جمالي ومعرفي وقل إن شئت:
إنساني ما كان هذا التقوقع والاضطرابوالتداخل بين معالم هذه الموضات النقدية.
لذلكنجد عبد الله الغذامي كتب ما يشبه الاعتراف بقصور آليات النقد الجديد وفي
مقدمة ذلكالبنيوية، حيث يقول "في الواقع أني لست
بنيوياً، أنا أستخدم البنيوية ولكني من حيثالتصنيف العلمي أنا ناقد ألسني (...) الشيء
الوحيد الذي أنا ملتزم به هو مبدأ النقدالألسني (...) أنا أستخدم البنيوية في أوقات
معينة، واستخدامي لها هو استخدامانتقائي، أنا استخدم بعض أدواتها وأرفض
أدوات أخرى منها، مثلما أني أستخدم بعضأدوات السيميولوجيا وبعض أدوات التشريحية،
وبعض أدوات الأسلوبية"(27).
إنمسالة الوعي بخطورة أحادية المنهج في العمليات الإجرائية، لا يعدو أن يكون
اعترافاًضمنياً بإجهاض أدوات هذه الموضات النقدية
بنيوية كانت أو سيميائية أو أسلوبية أوتفكيكية (تشريحية)، والانتقاد الذي يدّعيه
عبد الله الغذامي لا يجدي نفعاً أمامإجهاض المدار "المفهوم الذي تشغله هذه
الموضات" وما مسارعة الناقد وتصريحاتهبالانتماء إلى مظلة النقد الألسني إلا دلائل
عن قصور مدارات هذه الاتجاهات النقديةالاحترافية.
ويطلقعبد الملك مرتاض مصطلحاً آخر يراه رديفاً للتفكيك، هذا المصطلح هو التقويض
"وهويتناسب مع الاستعارة التي يستخدمها دريدا في
وصفه للفكر الماورائي الغربي إذ يصفهباستمرار بأنه (صرح) أو معمار يجب
تقويضه"(28)، إلا أنه لم يتخذ مصطلحه هذا عنواناًواكتفى بتقليد جل الدراسات العربية في جمعه بين الدراسات التفكيكية
والسيميائيةمثلما هي الحال في كتابه "دراسة
سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي" لمحمد العيد آلخليفة و"تحليل الخطاب السردي معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية
زقاق المدق "دراسة سيميائية تفكيكية لحكاية حمال
بغداد"، الصادر عام 1989 الوارد في قصص ألفليلة وليلة.
وقدركز دراسته الأولى على الخطاب الشعري مقسماً كتابه إلى: ستة فصول درس في
الفصلالأول بنية القصيدة لدى محمد العيد آل خليفة
وفي الفصل الثاني تعرض إلى طبيعةالبنية أما فصله الثالث سماه في "مخاض
النص" في حين تناول في الفصل الرابع الحيّزالشعري وفي الفصل الخامس: الرمز الشعري
وأخيراً التركيب الإيقاعي"(29). هذا وقد ألفعبد الملك مرتاض كتاباً بعنوان "بنية
الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجانيمانية" 1986 استهلّ هذا الكتاب:
"بتمهيد حول نظرية الشعر عند الجاحظ ثم تطرق فيفصله الثاني لدراسة الصورة الشعرية وعالج في الفصل الثالث الحيّز الأدبي
وفي الرابعالزمن، أما فصله الخامس فكان مخصصاً لدراسة
الصوت والإيقاع في قصيدة المقالح،مقفياً هذا الكتاب بدراسة المعجم الفني
للقصيدة"(30).
وقدزاوج عبد الملك مرتاض بين السيميائية والتفكيك، في مقاربته لنص "زقاق
المدق" لنجيبمحفوظ، حيث تساءل في هذه الدراسة عن
"التحليل الروائي (...) بأي منهج"(31)، وهذا إندلّ على شيء إنما يدل على حيرة الناقد من هذه الفوضى النقد منهجية في حلهاوترحالها، وتسابقها بهدف الوصول إلى السواحل الجمالية لعالم النص الأدبي،
عالم معقدومتشابك، متغيّر ومتشعب اجتمعت فيه مؤثرات
نفسية واجتماعية وفكرية ولغوية، والسؤالالذي يطرح نفسه بإلحاح، هل هناك منهج واحد
قادر على استيعاب عالم النص؟ أم أنه يجبأن تتضافر وتتحد عدّة مناهج حتى يتمكن
الدارس من الدخول إلى هذا العالم السحري وكشفطلاسمه؟.
ولعلّهذه التساؤلات الحائرة هي التي جعلت عبد الملك مرتاض يسارع إلى تخطي مثل
هذهالإشكالات محاولاً استحداث منهج مركب يمكّنه
من مقاربة مثل هذه النصوص، وقد تمحورتمعالجته الإجرائية لرواية "زقاق
المدق" في قسمين بارزين، تناول في القسم الأول،البنى السردية في زقاق المدق على ثلاثة فصول، درس في الفصل الأول البنية
الطبقيةالقهرية، وفي الفصل الثاني درس البنية
المعتقداتية فيما تعرض إلى البنية الشبقية فيالفصل الثالث، هذا وقد خصص القسم الثاني
للتقنيات السردية التي تمّت بها الرواية،وتفرعت على هذا القسم أربعة فصول، درس في
الفصل الأول بناء الشخصيات الروائيةووظائفها في الرواية، ودرس في الفصل الثاني
تقنيات السرد في زقاق المدق، وخصص الفصلالثالث لدراسة الزمان في الرواية، وقد تعرض
في الفصل الرابع إلى خصائص الخطابالسردي لهذا النص الروائي(32).
وتوالت
الدراسات التطبيقية فيما بعد لدى نقاد آخرين أمثال بسام قطوسفي حين خصّ الكثير من النقاد كتاباتهم للناحية النظرية، فكان عملهم مجرّد
تعريفللتفكيكية لأنه كان ينقصهم الجانب الإجرائي
الذي يدعم الأعمال النقدية ومن هؤلاء: عبد العزيز حمودة الذي تحامل في كتابه
"المرايا المحدّبة من البنيوية إلى التفكيك،والمرايا المقعّرة نحو نظرية نقدية
عربية" على كل النقاد العرب الذي أسهموا فيالمناهج النصانية حسب رأيه ـ أنهم استعاروا
هذه المناهج من النقد الغربي الذي يختلففي كل شيء عن الحياة العربية بل ويعاكسها ـ
وحاولوا تطبيقها كما هي على النصوصالعربية الناشئة في بيئة عربية، فأدى بهم
ذلك إلى الفشل الذريع ـ حسب رأيه ـ وقدأعطى نوعاً من البديل في كتابه الثاني
"المرايا المقعرة"، بالرجوع إلى- تنظيراتالعرب القدامى وآرائهم اللغوية والأدبية.
أيضاًنجد عبد الله إبراهيم وآخرين كتبوا كتاباً بعنوان "في معرفة الآخر،
مدخل إلىالمناهج النقدية الحديثة" حيث حاول
هؤلاء تقديم المناهج وما جاءت به في شكل مبسط،وقد أماطوا اللثام في واحد من مباحثهم عن
التفكيك، هذا ناهيك عن الكتابات الأخرىالتي اختفت تحت مظلة ما بعد الحداثة، كلها
تدخل في باب التفكيك. وما التظافر بينالسيمياء والتفكيك سوى مبرر من مبررات أزمة
جدل هذين الاتجاهين في عجزهما عن مقاربةالبقاع الجمالية لعالم النص المعاصر
والحداثي على حد سواء. والواقع أن هذه الدراساتالتفكيكية لا تزال في مهدها الأول، لأنها
اكتفت برصد تلك الملامح النظرية في أطرهاالغربية، ولم تنفذ إلى الجانب الجمالي للنص
الأدبي.
هوامشالدراسة:
1 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ترجمة سعيد الغانمي، دار فارس للنشروالتوزيع، المغرب، ط1، 1996، ص141.
2 ـينظر: جون ستروك، البنيوية وما بعدها، من
ليفي شتراوس إلى دريدا، ترجمة محمد عصفور،المجلس الوطني للفنون والآداب، الكويت، ط1،
1996، ص103.
3 ـالمرجع نفسه، ص100.
4 ـالمرجع نفسه، ص236.
5 ـالمرجع نفسه، ص211.
6 ـالمرجع نفسه، (فهرس الكتاب).
7 ـالمرجع نفسه، ص213.
8 ـالمرجع نفسه، ص214.
9 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ص142.
10 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ترجمة رعد عبد الجليل جواد، دارالحوار للنشر والتوزيع، سوريا، ط1، 1992،
ص29.
11 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ص142.
12 ـالمرجع نفسه، ص144.
13 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ص120.
14 ـالمرجع نفسه، ص121.
15 ـرامان سيلدن: النظرية الأدبية المعاصرة،
ص146.
16 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ص98.
17 ـالمرجع نفسه، ص99.
18 ـينظر: رامان سيلدن: النظرية الأدبية
المعاصرة، ص148.
19 ـكريستوفر نورس: التفكيكية بين النظرية
والتطبيق، ص110.
20 ـينظر: يوسف وغليسي: التفكيكية في الخطاب
النقدي المعاصر، مجلة القوافل السعودية،مج5، ع7، 1997، ص62.
21 ـينظر: عبد الله محمد الغذامي: الخطيئة
والتكفير من البنتوية إلى التشريحية، قراءةللأنموذج إنساني معاصر، مقدمة نظرية ودراسة تطبيقية،
النادي الأدبي الثقافي بجدة،السعودية، ط1، 1985، فهرس الكتاب.
22 ـعبد الله محمد الغذامي: تشريح النص: مقاربات
تشريحية لنصوص شعرية معاصرة، دارالطليعة، بيروت، لبنان، ط1، 1987، فهرس
الكتاب.
23 ـعبد الله محمد الغذامي: القصيدة والنص
المضاد، المركز الثقافي العربي، بيروت،لبنان، ط1، 1994، ص81.
24 ـعبد الله محمد الغذامي: الخطيئة والتكفير،
ص86.
25 ـيوسف وغليسي: إشكاليات المنهج والمصطلح في
تجربة عبد الملك مرتاض النقدية (رسالةماجستير)، معهد اللغة والأدب العربي، جامعة
منتوري، قسنطينة، 1996، ص49.
26 ـمن حوار مع عبد الله محمد الغذامي، أجراه
جهاد فاضل ضمن كتاب: أسئلة النقد، حواراتمع النقاد، الدار العربية للكتاب، ط1، 1994،
ص208.
27 ـعبد الله محمد الغذامي: تشريح النص، ص72.
28 ـينظر: يوسف وغليسي: التفكيكية في الخطاب
النقدي المعاصر، مجلة القوافل، ص62.
29 ـينظر: عبد الملك مرتاض: دراسة سيميائية
تفكيكية لقصيدة أين ليلاي، لمحمد العيد آلخليفة، ديوان المطبوعات الجماعية، الجزائر،
ط1، 1992، فهرس الكتاب.
30 ـينظر: عبد الملك مرتاض: مقدمة بنية الخطاب
الشعري، دراسة تشريحية لقصيدة "أشجانيمانية" ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر، ط2، 1991.
31- عبد الملك مرتاض: تحليل الخطاب السردي،
معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية "زقاقالمدق"، ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر، ط1، 1995، ص3.
32 ـالمرجع نفسه، (فهرس الكتاب).
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي :: منتدى الفلسفة و الفكر الفلسفي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى