وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
+2
أميـنة
الاستاذة: وسيلة بروقي
6 مشترك
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى الانثروبولوجيا :: انثروبولوجيا النوع الإجتماعي _الجندر
صفحة 1 من اصل 1
وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
الوضع "الطبيعي" للذكورة والأنوثة ثقافة مضادة للطبيعة)
أ- الذكورة والأنوثة ومعطيات القـدر:
1. المرا خشبة والسّعد نجارها.
2. السّعد سعود ولقصاع عود.
3. عرّي على شعرك وشوف زهرك.
4. النسا سعود ما هياش تعريت زنود.
5. يخطبوها ميا وتكتب لواحد.
6. الخطابة في ربعين والمكتوب ديما لواحد.
7. مرت حد ما يديها حد.
8. ما يتزّوزو في لرض حتى يتزوزو في السماء.
9. لعروس ركبت ما نعرف لمن كتبت.
10. لعروس فوق الكرسي ما تدري وين ترصي.
11. داخلة في شعبان ومطلقة في رمضان.
12. واحدة غالية بمياة ألف وواجدة رخيصة بجلد قعود، وجدة تجيب الخير معاها، ووحدة تخرجو بعمود.
13. الخير مرا والشر مرا.
14. واحد يدّي للتو وواحد يدّي علتو.
15. خصّك غير السواك يا معوّجة لحناك.
16. خص العمشة غير الكحل.
17. الحنة حرشة والحنانة عمشة والعروسة طرشة.
18. زهري لمزّهر أنا أنقبل وهو يظهّر.
19. اللّي عاداه زهرو يساميه ويرقد
20. البنت إذا بارت على سعدها دارت.
21. زهري معوّج قديتو ما يتقّد طلع لسما وقعد.
22. اذا عطاك العاطي ماتشقى ما تباطي.
23. اللّي بزهرها تشرب من راس العين واللّي ماعندهاش الزهّر تشرب من المخلوّض في الطين.
24. اللي ما تحبش تتزوج تقول زهري معوج.
25. اللي مكتوبة في الجبين ما تمحيها اليدين.
26. الحذر ما يدفع قدر.
27. عز من قنع وذل من طمع.
28. الخير فيما اختار الله.
29. اللّي خلق ما يضيّع.
المستوى الأول [1] المثل(1-4):
يكشف المستوى الأول من هذا المحور عن الحالة النوعية للمرأة، كمنطلق لكل الإشكال التي ستقع فيه؛ حيث يعبّر عنها بمفهوم "الأنثى الموضوع". فالموضوع لا يقوم بالفعل، وإنما يتقبل وقوعه عليه، دون أن يتدخل إراديا في توجيه منحاه أو مساره.
الأنوثة إذن كما وردت في المثل الأول، "خشبة" تنحت أو تنجّر بفعل عوامل خارجة عن إرادتها، ترجعها الذهنية الشعبية إلى "السّعد" أي إلى المكتوب، وهي لا تستطيع إدخال إرادتها نظرا لاتساع مفهوم "السّعد" باتخاذه منحيين: أحدهما ملائم ومناسب وبالتالي يكون ايجابي، أما الثاني فهو منافي وغير مناسب وبالتالي يكون سلبي.
إن المتأمل في الخطاب النسوي، يظهر له بوضوح هذان المنحيان، حيث غالبا ما تقول المرأة المشتكية: "زهري معوج" أي أن القدر معاكس لها. كما تقول عن المرأة التي تحتل موضعا أحسن منها "عندها الزهر يكسّر لحجر". كيف ما كان هذا السعد ملائما أو منافيا نجد عند المرأة إيمانا قاطعا بأنه لا دخل لإرادتها أو رغبتها في توجيه أو تعديل وضعها. لذلك نلاحظ تواجد عبارة تتردّد بكثرة في الخطاب النسوي: "هذاك ما عطاني سعدي."
حسب استنطاقنا لهذه الأمثال يؤكد العقل الشعبي أن لافاعلية المرأة "المرأة- الموضوع" تكمن في تقبلها لما يقع عليها بفعل القدر، بمعنى أنها تأخذ قسطها من "المكتوب" سواء كان ايجابيا ملائما أو سلبيا منافيا، تتقبله وتتكيف معه دون أي تدخل إرادي لتغييره، على أساس أنه يمثل بالفعل قيمتها الحقيقية ولا مفرّ منها. ما يؤكد أيضا إيمان المرأة العميق بـ "المكتوب" الأدعية التي تنتشر بكثرة في الوسط النسوي إذا ما كنّ ساخطات (متنفّرات) مثل الدعاء التالي: "يسوّد سعدك". تستخدم المرأة هذا الدعاء لإيمانها بأن السعد إذا ما كان منافيا فلا جدوى من محاولة تغييره.
هكذا إذن يتضح لنا أن الأنوثة في تراثنا ما هي إلا موضوع وظيفته الأم، تقبّل كل ما يقع عليها من أفعال على أساس أنها قدر محتوم.
النتائج:
1. تتحدد ماهية الأنوثة في كونها "موضوع" يقع عليه الفعل.
2. ترجع عدم فاعلية الأنوثة إلى تمثلها لفكرة المكتوب.
المستوى [2] الأمثال (5-7):
إن القيمة الحقيقية للأنوثة كما يبرزها هذا المستوى، تتجلى في القسط الذي ستأخذه من (المكتوب) ويظهر ذلك بوضوح في الصيغة الكمية التي يعبر عليها المثل (5) و(6)؛ حيث نصيبها من المكتوب يحدّد بنسبة واحد بالمائة (1%)؛ أي رجل واحد من بين مائة أو من بين أربعين رجلا يتقدمون لخطبتها كما جاء في المثل السادس. كل ذلك يعني أن المرأة يمكن أن يساومها مائة أو أربعون رجلا، كلهم مرشّحين لعملية إيقاع الفعل عليها، لكن في النهاية لا يحقق هذا المشروع إلا رجل واحد بفعل فوزه على الرجال الآخرين في عملية المنافسة.
من هنا نصل إلى أن المرأة هي موضوع يتنافس الرجال فيما بينهم حول امتلاكه، شأنها في ذلك شأن الأموال، وفي النهاية يؤكد المثل(7) للقدر دوره في هذه العملية وإذا ما أردنا البحث عن وضع المرأة داخل هذه العملية، نجدها تلعب نفس الدور الذي برز في المستوى الأول، إذ تنتظر القدر (المكتوب) لكي يحدّد لها قيمتها، فتتقبلها كما هي، سواء رغبت فيه أو لم ترغب. فهذا هو مكتوبها، "كل ها وسعده" كما جاء في التراث الشعبي.
النتائج:
1. تتحدد قيمة الأنوثة بقسطها من المكتوب.
2. يتنافس الرجال فيما بينهم حول امتلاك المرأة.
3. الفائز في عملية التنافس هو الذي ينجح في امتلاكها وجعلها موضوعا لإيقاع الفعل عليها.
المستوى "3" المثل (:
يعطى المثل الرابع في هذا المستوى، الشرعية لقواعد اللّعبة حيث تحدّد مرجعية مفهوم القدر بمعطيات سماوية أي إلهية خارجة عن نطاق الأفراد (رجال ونساء) وبالتالي وضع الأنوثة كموضوع يقع عليه الفعل هو وضع "شرعي" لأن الإرادة الإلهية شاءت ذلك وما عليها إلا الرضوخ لسلطة "الفاعل" الذكورة.
كما يتضح أيضا في هذا المستوى أن دور الذكورة كـ "فاعل" هو الآخر محدّد من طرف المرجعية نفسها. هناك إذن تركيز لا على علاقة الرجل بالمرأة التي هي علاقة فاعل بموضوع، بقدر ما هناك تركيز على علاقة الرجال فيما بينهم كفاعلين، بمعنى علاقة من يخطب ولم ينل "زوج مرشحّ بمن يخطب وينال "زوج فائز".
نستنتج إذن أن القدر أو المكتوب كما توحي لنا خطاب الحس المشترك، هو الذي حدّد نجاح الرجل " الثاني" ولا دخل لإرادة المتنافسين في نتائج الصراع. انطلاقا من ذلك يعتبر تفاوت الأوضاع والأدوار التي يحتلها ويؤديها الأفراد: رجل/رجل - رجل/امرأة، تفاوتا "شرعيا وعقليا" وما على كل فرد إلا تقبل وضعه والتكيّف معه وخصوصا عدم محاولة تغييره؛ لأن الثقافة الشعبية ضمن منهجيتها التربوية تؤكد أن كل "وضع" محدّد من السّماء ولا مفر منه: "الّلي مكتوبة في الجبين ما تمحيها اليدين".
النتائج:
1. دور الذكورة كـ "فاعل" يحدّده القدر.
2. تنافس الرجال حول المرأة.
3. دور القدر كمفعول متعلق بتوافق الرجال في إطار صراعهم حول السلطة.
4. الفرد (رجل أو امرأة)، محكوم بفكرة القدر في ظل العلاقات التقليدية.
المستوى [4] المثل(10،9):
يتجلى المثلان (9) و(10) في هذا المستوى، كتحقيق نوعي لمفهوم القدر بالنسبة للأنوثة، التي هي موضوع متقبل للفعل؛ فالمرأة حين ترتقي من مرتبة فتاة إلى رتبة زوجة؛ أي حين تنتقل من بيت أهلها إلى بيت زوجها، تكون في واقع الأمر قد أكملت مشروعا، كان بالنسبة إليها منذ البداية خارجا عن إرادتها.
يؤكد هذا المستوى أيضا، أن مرور المرأة من وضع اجتماعي إلى آخر، يتمّ وفق إرادة الرجال من خلال علاقة تنافس وصراع تتضارب فيها مصالحهم. أما المرأة فلا تتدخل بذاتها كفاعلة لتوجيه هذا الصراع، بل تكتفي بانتظار النتيجة التي سيسفر عنها، فتتقبلها على أنها قدرها، أي "وضعها الحقيقي".
النتائج:
1. المرأة موضوع يتنافس الرجال حوله.
2. المرأة لا تتدخل كذات فاعلة لتوجيه هذا التنافس.
3. المرأة تمتثل لنتيجة الصراع عل أنها قدرها المحتوم.
المستوى [5] المثل (11):
يعبّر هذا المستوى عن خروج المرأة، التي تتزوج وتطلّق من الإطار المعياري السابق، ويعتبر خروجا لأنها دخلت هذا الإطار واحتلت وضع الزوجة ونالت نصيبها من "المكتوب" القدر؛ بمعنى أنها تلقّت وتقبّلت النتيجة التي أفرزها صراع الرجال وأدركت قيمتها الحقيقية خلال انتقالها لتمثيل هذا الدور "زوجة".
رغم ابتعاد هذا المستوى شكليا عن سابقه، إلا أن مضمونه يبقى واحدا؛ حيث يؤكد من جديد أن المرأة تبقى دائما محافظة على دورها كـ "موضوع" متلقي للفعل ويتجلى لنا ذلك مما يلي: إن عملية ترقية المرأة من وضع "فتاة" إلى وضع "زوجة" تتم وفق إرادة الرجل وننتهي وفق إرادته أيضا. ذلك لأن قرار الخروج من هذا الإطار "الطبيعي" والمعياري، لا يصدر عنها حتى وإن رغبت، بل يتم إخراجها وتطليقها وتدنّيها إلى وضع مطلقة وفق إرادة ورغبة الرجل المقرر "الزوج" متى أراد حتى ولو كان في فترة زمنية قصيرة.
النتائج:
1. ترقية المرأة إلى وضع "زوجة" تتم وفق إرادة الرجل لا القدر.
2. قرار خروج المرأة من وضعها الطبيعي (زوجة) يرجع إلى الرجل لا إلى القدر.
3. المرأة موضوع، لأنها متقبلة لفعل إدخالها الإطار "المعياري الطبيعي" ومتقبلة أيضا للعكس.
يتبع.............
أ/ وسيلة بروقي
الاستاذة: وسيلة بروقي- انثروبولوجية متخصصة
- عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
1.
المستوى [6] الأمثال(12-14):
في هذا المستوى، هناك تقييم للأنوثة من طرف الموروث الشعبي حيث يكشف المثل (12) في جزئه الأول، الذي يعبر عن تقدير لقيمة المرأة من طرف الرجل عن وهمية "السعد" أو المكتوب ويتجلى ذلك أثناء انتقال المرأة من رتبة فتاة إلى رتبة زوجة؛ حيث يقدم العقل الشعبي سلّما تفاضليا تقاس وتقدر من خلاله قيمة المرأة: "مائة ألف للمرأة الغالية وجلد قعود للمرأة الرخيصة". هذا يعني أن المتحكم في سعد المرأة أو قدرها هو الرجل، ذلك لأنه هو الذي يقدّر قيمتها ماليا "كميا"؛ أي يعطيها قيمتها الحقيقية بقدر ما تملكه من شروط (معطيات) أرادها أن تتوفّر عليها.
إذن يقيّم الرجل المرأة بأنها غالية، إذا تمكنت من الحصول على المعطيات التي تطالب بها الذهنية الاجتماعية الشعبية ومن هذا المنطلق فهو مستعد لدفع الكثير من أجل الحصول عليها، فهي "بنت القع والبع والخلخال مربع" كما يعبر عنها في أمثالنا الشعبية. كما يقيّمها بأنها "رخيصة" إذا لم تكن تتوفر على المعطيات أو الشروط المطلوبة ومن هنا فهو لا يدفع إلا القليل كمقابل مساوي لقيمتها الحقيقية.
نكشف من خلال هاتين الحالتين، أن هدف الرجل هو الوصول إلى السلطة ووسيلته إلى تحقيقها، هي مقدار التضحية التي يقدمها أثناء صراعه مع الرجال الآخرين والفائز في هذه العملية هو الذي يدفع "الغالي" أي يقدم الكثير، أما المنهزم فهو ذلك الذي لم يتمكن إلا من دفع "الرخيص" أي القليل.
إذن يأتي هذا المستوى تأكيدا لما توصلنا له من قبلّ بمعنى يتعلق دور القدر كمفهوم للتوافق بين الرجال في إطار صراعهم حول السلطة، لا بتوافق الرجل بالمرأة مباشرة.
كما نصل إلى الجزء الثاني من المثل (12) و المثل13 و14. يبرر الحس المشترك عبر هذا المستوى، فشل الرجل في الصراع وعدم قدرته على الصعود في السلّم الاجتماعي؛ أي إذا ما وقف القدر ضد الرجل وأصابه بامرأة "رخيصة" "علة" تجلب له الشر، فذلك راجع إلى عدم توفّره على مقابل غال، يمكّنه من امرأة غالية تجلب له الخير.
إذن يكمن ضعفه وانهزامه في عدم قدرته على الصمود والإكتفاء بتضحيات قلال، عكس الثاني (الفائز) الذي وقف معه القدر ومنحه امرأة " غالية" تجلب الخير معها مقابل صموده أثناء المنافسة وتقديمه تضحيات عضال.
ويمكن لنا توضيح ما تقدم بالمعادلات التالية:
- الرجل القوي يقدم تضحيات ويصمد في المنافسة جزاؤه امرأة غالية
( تتوفر على الشروط ) النتيجة ملائمة: امرأة تجلب له الخير التفوق في عملية الصراع: القدر وقف معه ( مناسب وملائم ).
- الرجل الضعيف لا يقدم إلا القليل ولا يصمد في المنافسة جزاؤه امرأة "رخيصة" (لا تتوفر على الشروط) النتيجة منافية = امرأة تجلب له الشر الفشل في الصراع: القدر وقف ضده (غير مناسب ومنافي).
من خلال ما تقدم، نكشف إذن عن تراتبية بين أفراد المجتمع تحدّدها قاعدة: "القوي يأكل الضعيف"، يحاول الموروث الشعبي تقنيعها وإخفاءها بفكرة القدر (المكتوب).
تتجلى لنا هذه التراتبية كما يلي:
1. رجل قوي (فاعل فعّال) إيقاع الفعل على المرأة (الموضوع)
2. رجل ضعيف (فاعل لا فعّال)
3. امرأة أضعف (منفعلة) (موضوع متقبل للفعل 1 و2)
إذن ينتج عن ذلك تسلط الرجل القوي كفاعل فعال على الرجل الضعيف كفاعل لا فعال، وتسلط كليهما على المرأة كموضوع "منفعل" متقبل لفعل الأول ولفعل الثاني([1]).*
النتائج:
1. وهمية القدر تكمن في كونه قناع يخفي به الذكورة تسلطها على الأنوثة.
2. الذكورة هي المتحكّمة والموجّهة لقدر الأنوثة.
3. القدر كمفهوم، متعلق بالتوافق بين الرجال في إطار صراعهم حول السلطة.
4. القدر يقف ضد الرجل الذي يخترق قواعد الموروث الشعبي (الفوز بامرأة تجلب الشر).
5. تراتبية المجتمع الجزائري التقليدي، تحدّدها قاعدة: "القوي يتسلط على الضعيف" وتخفيها قاعدة "القدر".
6. المرأة موضوعا خاضع لسلطة مزدوجة (رجل قوي – رجل ضعيف).
المستوى [7] المثل(16-15)
يأتي هذا المستوى ليؤكد من جديد ما توصّلنا له في المستويات السابقة بأن
"المرأة-موضوع" وهو إطارها العقلي و"الموضوعي" الذي يجب أن لا تغادره ومن خلال استنطاقنا للمثلين اللذين يتضمنهما هذا المستوى، يتأكد لنا بأن المرأة لا تتوفّر على الشروط المطلوبة من طرف الرجل (عمشة، معوجة لحناك). إذا ما حاولت المرأة الخروج من وضعها المتدني والمذموم، تواجه بعنف من طرف رجلها (الذي أصابه القدر بها)، إذ يذكّرها بقيمتها الحقيقية التي من المفروض عليها ثقافيا أن تتقبلها وتقنع بها ولا تحاول التمرّد عليها، أو مقارنتها بقيمة المرأة "الغالية" -حسب ما ورد في المثل(12)، الذي يفرضه وضعها كحاصلة على المعطيات المطلوبة لتحقيق كل رغباتها، التي يرمز لها في هذين المثلين بـ: السواك والكحل، فهذه الأخيرة هي "بنت القع والبع والخلخال مربع" كما يصفها العقل الشعبي ومنه لا مجال للمقارنة بينهما.
إذن توجب نصوص خطاب الحس المشترك على المرأة التي لم تنجح في اكتساب الشروط المطلوبة، أن ترضى بنصيبها من المكتوب ولا تحاول الخروج عن وضعها؛ لأنه طبيعي وعقلي.
النتائج:
1. المرأة موضوع.
2. المرأة المتوفرة على الشروط المطلوبة ثقافيا، تحتل وضعا أسمى من الفاقدة إياها.
3. محاولة خروج المرأة عن إطارها "الطبيعي" مرفوضة ثقافيا واجتماعيا.
المستوى [8] المثل (17-23)
يأتي هذا المستوى تأكيدا لما جاء في المستوى [6]؛ أي أنه يؤكّد على أن الرجال في تنافس دائم حول النساء. كما أن القدر يقف معاكسا لكل رجل لا يقدر على الصمود أمام المنافسة؛ بمعنى – كما يؤكد ذلك المثل (17) – أن الضعيف لا يملك المال "الحنّة حرشة" يكون سهمه من المكتوب، امرأة لا تتوفر على المعطيات التي يشترطها العقل الشعبي (الذكوري)، "العروسة طرشة" ومنه يأتي نصيبه هذا من القدر ملائما ومناسبا لما قدّمه من تضحيات وعليه يتوجّب قبوله والرضا به.
يرسّخ هذا المستوى إذن، قاعدة: " لكل حسب ما يمتلك"؛ أي لكل حسب ما معه، من يدفع الكثير ينال القسط الإيجابي من "السّعد"، أما من ليس بحوزته إلا القليل فيجب أن يتوقع مقابلا سلبيا، يوفره له المكتوب. ممّا تقدم، نقف مرة أخرى على شرعية ومنطقية التراتبية بين أفراد المجتمع: رجل/رجل، رجل/امرأة.
النتائج:
1. النساء موضوع لتنافس الرجال.
2. القدر هو الذي يحدد أوضاع وأدوار الذكورة والأنوثة.
3. على كل فرد الرضا بقسطه من المكتوب.
4. القدر وسيلة يعطي بها النظام الأبوي الشرعية لتراتبية الذكورة والأنوثة.
المستوى [9] المثل (24):
في هذا المستوى، يكشف المثل (24)، عن وهمية السعد حيث أن المرأة التي لم تنجح في تحقيق مشروع الزواج؛ أي الترقية من وضع فتاة إلى وضع زوجة بمعنى لم يقع عليها الاختيار، تنسب ذلك إلى القدر كمفهوم توهمته من أجل تكيّفها.
لكن إذا تأملنا هذا المستوى ضمن إطار المستويات السابقة، نرى أن فشل المرأة في تحقيق مشروع الزواج لا يرجع في حقيقة الأمر إلى القدر، بل إلى كونها لم تنتهج الطرق الصحيحة للوصول إلى الشروط التي حددها الرجل وجعلها مطلبا ثقافيا إذا ما حققته تمكنت من المقابل: "الزواج".
وما توصلنا إليه من مدلولات هذا المستوى، حالة الاغتراب التي تعانيها المرأة ويكمن استلابها هذا في تعلقها بمرجعية وهمية (سحرية)* وهي القدر، بدل المرجعية الأصلية (الواقعية) وهي عدم قدرتها على تحقيق الشروط المطلوبة لنجاح مشروع الزواج.
<hr align=left width="33%" SIZE=1>
[1] - كل من الرجل لقوي والضعيف فاعل مقابل المرأة.
يتبع..............
الاستاذة: وسيلة بروقي- انثروبولوجية متخصصة
- عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
واستتباعا، نصل إلى أن "سعد" الأنوثة، يساوي تماما قدرتها على الامتثال([1]) لسلطة الرجل وإرادته وامتثالها هذا ما هو إلا خضوع عفوي، لا واعي ونهائي؛ حيث يتم استيعاب المرأة لحيثيات السلطة الذكورية القائمة وتقبّلها على أنها قاعدة طبيعية (عقلية)، إذا ما خرجت عنها كان جزاؤها التهميش والذم والاستنكار وهو جزاء "طبيعي" . كل ذلك ما هو إلا نتاج أفكار، رسختها في وعيها الباطي قواعد الثقافة الشعبية. تحصل هذه الحالة عند المرأة، التي تحول امتثالها للسلطة الذكورية إلى تمثل وهنا بالذات يكمن اغترابها، الذي يظهر خصوصا في الحالات المرضية العصابية، كالشعور بالذنب وتأنيب الضمير والندم والعذاب المصاحب للمرأة التي تستغل غياب رقابة وليها (أب، أخ، زوج ...)، كي تقوم أو تمارس ما هو ممنوع وغير مرغوب فيه من طرفه.
كما تبلغ درجة الاغتراب أوجها عند هذا النوع من النساء؛ إذ تتخذ من موضعها معيارا تقيس به أوضاع النساء الأخريات اللاتي خالفن قواعد الموروث الشعبي، حيث تقذف كل امرأة تحاول الخروج عن هذا الوضع بالإباحية واللاأخلاقية "مطيارة، مقلوعة، مسيبة، وجه القصدير...الخ" وفي حقيقة الأمر تجهل الأولى بأن هذه المرأة، خاضعة مثلها لنفس السلطة، فقط يكون الاختلاف بينهما في أن خضوع هذه الأخيرة يكون إراديا (واعيا) ومؤقتا، إذ هي واعية بحيثيات السلطة القائمة عليها، تنتظر فقط اصطياد الفرصة المناسبة (المواتية) لكسرها.
مما سبق نصل إلى مدى تغريب الموروث الشعبي للمرأة وجعلها موضوعا، ليس فقط كمتقبلة للفعل، بل كمستوعبة له عن وعي وكمنسجمة مع الدور الذي يفرضه هذا الوضع.
النتائج:
1. فشل المرأة في المرور من وضع فتاة إلى وضع زوجة لا يرجع إلى القدر، بل إلى عدم تمكنها من الحصول على الشروط المطلوبة ثقافيا.
2. اغتراب المرأة يرجع إلى تمثلها لفكرة القدر كمرجعية محددة لوضعها و حالتها.
3. القدر مفهوم أنتجه المجتمع الأبوي لتغريب المرأة و إخضاعها للسلطة الذكورية (الرجل).
4. إمكانية تفوق الأنوثة على الذكورة، تنحصر في وعيها باستلابها والعمل على تغيير وضعها.
المستوى "10" الأمثال (25-29):
يأتي هذا المستوى كحوصلة لكل المستويات السابقة، حيث يظهر المثل (25) القاعدة العامة المسيرة لتفاعل الأفراد داخل المجتمع: كل فرد ضعيفا كان أم قويا، رجلا كان أم امرأة، محكوم بقدره "كلها وسعده" والذي ينجح في تكيفه داخل محيطه الاجتماعي الضيق أو الواسع، هو الفرد الذي يتمثل لقدره كما هو دون تذمر، كما يدل على ذلك المثل (28) ولا يحاول الخروج عنه لأنه مفروض ومحتوم، تنتهي كل محاولة لتجاوزه بالفشل "ما تمحيه اليدين" المثل (26).
من هنا تحث قواعد نصوص الثقافة الشعبية الضعيف – رجلا كان أم امرأة – على تقبل وضعه والخضوع لسلطة القوي وتلبية رغباته (فهذا قدره) وتحث المرأة بأن تخضع لسلطة الرجل والسهر على إرضائه فهو قدرها؛ إن احتاط الفرد واتخذ ما يراه مناسبا فلا مفر له من القدر كما يظهر في المثل. قنعت هذه القواعد "الثقافية" بمرجعية سماوية "إلهية" حتى يضمن العمل بها وهذا ما يدل عليه المثلين (29،30).
نكشف من مضمون هذا المستوى عن تمويه العقل الشعبي الذكوري الأصل لأفراد المجتمع، بجعلهم يمتثلون لتراتبية ليست في واقع الأمر طبيعية بل نتاج ثقافي، استوجبته ظروف تاريخية واستمرت عملية إعادة إنتاجه لضمان الأهداف التي ظهرت من أجلها.
النتائج:
1. القدر مفهوم أنتجه الأقوى(الرجال) للمحافظة على أوضاعهم واستمرار سيادتهم.
2. القدر مفهوم استهلكه الضعفاء (رجال ونساء) لتبرير ضعفهم وضمان تكيفهم.
3. إعادة إنتاج([2])* الثقافة الشعبية لفكرة القدر كـ"وهم" تخذّر به أذهان حامليها.
<hr align=left width="33%" SIZE=1>
[1]- التكيف: تقبل المرأة لمفهوم القدر والرضى به. الاغتراب بمعناه العام: الوعي الخاطئ. التمثل :تقبل الوضع عفويا ودون وعي بحيثياته الإمتثال: تقبل الوضع عن وعي (إراديا).
*- راجع النظرية الظاهرتية في السلوك السحري ل ّجون بول سارترّ.
-Sartre (J.P.), L'Être et le Néant "essai d'ontologie phénoménologique",Gallimard, Paris, 1943.
[2] - إعادة الإنتاج (La reproduction): استعملنا هذا المفهوم ليس حسب "ماركس" فقط: للتعبير على أن الأفراد الحاملين للمخزون الثقافي يتغيرون زمنيا، لكن النظام يبقى يعيد إنتاج نفسه بشكل مماثل. بمعنى استعملناه أيضا حسب ما جاء به "بورديو" أي إدخال مفهوم إعادة الإنتاج في الميدان الثقافي.انظر:
-Bourdieu (P.) et Passeron (c.), La reproduction, Edition de minuit, Paris 1970.
كما تبلغ درجة الاغتراب أوجها عند هذا النوع من النساء؛ إذ تتخذ من موضعها معيارا تقيس به أوضاع النساء الأخريات اللاتي خالفن قواعد الموروث الشعبي، حيث تقذف كل امرأة تحاول الخروج عن هذا الوضع بالإباحية واللاأخلاقية "مطيارة، مقلوعة، مسيبة، وجه القصدير...الخ" وفي حقيقة الأمر تجهل الأولى بأن هذه المرأة، خاضعة مثلها لنفس السلطة، فقط يكون الاختلاف بينهما في أن خضوع هذه الأخيرة يكون إراديا (واعيا) ومؤقتا، إذ هي واعية بحيثيات السلطة القائمة عليها، تنتظر فقط اصطياد الفرصة المناسبة (المواتية) لكسرها.
مما سبق نصل إلى مدى تغريب الموروث الشعبي للمرأة وجعلها موضوعا، ليس فقط كمتقبلة للفعل، بل كمستوعبة له عن وعي وكمنسجمة مع الدور الذي يفرضه هذا الوضع.
النتائج:
1. فشل المرأة في المرور من وضع فتاة إلى وضع زوجة لا يرجع إلى القدر، بل إلى عدم تمكنها من الحصول على الشروط المطلوبة ثقافيا.
2. اغتراب المرأة يرجع إلى تمثلها لفكرة القدر كمرجعية محددة لوضعها و حالتها.
3. القدر مفهوم أنتجه المجتمع الأبوي لتغريب المرأة و إخضاعها للسلطة الذكورية (الرجل).
4. إمكانية تفوق الأنوثة على الذكورة، تنحصر في وعيها باستلابها والعمل على تغيير وضعها.
المستوى "10" الأمثال (25-29):
يأتي هذا المستوى كحوصلة لكل المستويات السابقة، حيث يظهر المثل (25) القاعدة العامة المسيرة لتفاعل الأفراد داخل المجتمع: كل فرد ضعيفا كان أم قويا، رجلا كان أم امرأة، محكوم بقدره "كلها وسعده" والذي ينجح في تكيفه داخل محيطه الاجتماعي الضيق أو الواسع، هو الفرد الذي يتمثل لقدره كما هو دون تذمر، كما يدل على ذلك المثل (28) ولا يحاول الخروج عنه لأنه مفروض ومحتوم، تنتهي كل محاولة لتجاوزه بالفشل "ما تمحيه اليدين" المثل (26).
من هنا تحث قواعد نصوص الثقافة الشعبية الضعيف – رجلا كان أم امرأة – على تقبل وضعه والخضوع لسلطة القوي وتلبية رغباته (فهذا قدره) وتحث المرأة بأن تخضع لسلطة الرجل والسهر على إرضائه فهو قدرها؛ إن احتاط الفرد واتخذ ما يراه مناسبا فلا مفر له من القدر كما يظهر في المثل. قنعت هذه القواعد "الثقافية" بمرجعية سماوية "إلهية" حتى يضمن العمل بها وهذا ما يدل عليه المثلين (29،30).
نكشف من مضمون هذا المستوى عن تمويه العقل الشعبي الذكوري الأصل لأفراد المجتمع، بجعلهم يمتثلون لتراتبية ليست في واقع الأمر طبيعية بل نتاج ثقافي، استوجبته ظروف تاريخية واستمرت عملية إعادة إنتاجه لضمان الأهداف التي ظهرت من أجلها.
النتائج:
1. القدر مفهوم أنتجه الأقوى(الرجال) للمحافظة على أوضاعهم واستمرار سيادتهم.
2. القدر مفهوم استهلكه الضعفاء (رجال ونساء) لتبرير ضعفهم وضمان تكيفهم.
3. إعادة إنتاج([2])* الثقافة الشعبية لفكرة القدر كـ"وهم" تخذّر به أذهان حامليها.
<hr align=left width="33%" SIZE=1>
[1]- التكيف: تقبل المرأة لمفهوم القدر والرضى به. الاغتراب بمعناه العام: الوعي الخاطئ. التمثل :تقبل الوضع عفويا ودون وعي بحيثياته الإمتثال: تقبل الوضع عن وعي (إراديا).
*- راجع النظرية الظاهرتية في السلوك السحري ل ّجون بول سارترّ.
-Sartre (J.P.), L'Être et le Néant "essai d'ontologie phénoménologique",Gallimard, Paris, 1943.
[2] - إعادة الإنتاج (La reproduction): استعملنا هذا المفهوم ليس حسب "ماركس" فقط: للتعبير على أن الأفراد الحاملين للمخزون الثقافي يتغيرون زمنيا، لكن النظام يبقى يعيد إنتاج نفسه بشكل مماثل. بمعنى استعملناه أيضا حسب ما جاء به "بورديو" أي إدخال مفهوم إعادة الإنتاج في الميدان الثقافي.انظر:
-Bourdieu (P.) et Passeron (c.), La reproduction, Edition de minuit, Paris 1970.
يتبع...
أ/وسيلة بروقي
أ/وسيلة بروقي
الاستاذة: وسيلة بروقي- انثروبولوجية متخصصة
- عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
بارك الله فيكي على هذه المجهودات و هذا الطرح القيم ، أشكركي على الإفادة، و موضوعكي هو حقيقة مميز.....، أرجو المزيد من التألق بمثل هذه المواضيع الهامة.
أميـنة- طالبة أنثروبولوجيا
- عدد الرسائل : 156
تاريخ التسجيل : 30/01/2008
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
الاستاذة وسيلة بروقي........موضوع في غاية الاهمية..... تقبلي تحياتي ايتها الرائعة
الى مزيد من الابداع ان شاء الله..دمت بخير
ابراهيم الساعدي
الجامعة المستنصرية - كلية الاداب
قسم الانثروبولوجيا التطبيقية
ibraheemalsaady@yahoo.com
الى مزيد من الابداع ان شاء الله..دمت بخير
ابراهيم الساعدي
الجامعة المستنصرية - كلية الاداب
قسم الانثروبولوجيا التطبيقية
ibraheemalsaady@yahoo.com
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
تسلمي اختي الكريمة على الطرح الهادف الذي يبن اهمية الدور الحقيقي لكل من الرجل والمراة وما يقوم بة كلاهما من اجا تكملة بعضهما البعض فالمراة دورها الطبيعي الذي اوكلت بالقيام بة والرجل دورة الطبيعي وتكو ن النتيجة المنفعة التي تعود عى الاسرة والمجتمع والاستقرار والاستمرارية
خالد خلف- عدد الرسائل : 9
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 13/09/2008
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
موضوع رائع
وطريقة طرح مميزة
الف شكر لك استاذتنا على هذا الموضوع
وطريقة طرح مميزة
الف شكر لك استاذتنا على هذا الموضوع
نور القمر- عدد الرسائل : 81
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 16/11/2008
رد: وضع الذكورة والانونثة "ثقافة مضادة للطبيعة"
مشكووووور على الموضوع
نونا- عدد الرسائل : 1
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى الانثروبولوجيا :: انثروبولوجيا النوع الإجتماعي _الجندر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى