ملخص لبحث بعنوان(دور التنمية السياحية في التنميةالاجتماعية) للدكتور عبدالرزاق محمود الهيتي
2 مشترك
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى علم إجتماع التنمية :: علم إجتماع التنمية
صفحة 1 من اصل 1
ملخص لبحث بعنوان(دور التنمية السياحية في التنميةالاجتماعية) للدكتور عبدالرزاق محمود الهيتي
دور
التنمية السياحية في التنمية الاجتماعية
والاقتصادية
بالرغم
من تعثر حركة السفر لأهداف سياحية في العصر الوسيط واقتصارها
على طبقة الأغنياء حيث كان السفر
لأهداف المتعة مسألة مكلفة جداً، لا يقوى على تحملها إلا
الإنسان الثري إلا أنها
بدأت في القرن العشرين وتحديداً بعد المنتصف الثاني منه
تشكل ظاهرة تثير الاهتمام وتحضى
برعاية الدول والحكومات لكونها أصبحت تشكل مورداً
اقتصادياً حيوياً يمكن استثماره لتحقيق
المكاسب المادية وبذلك أصبحت السياحة تؤثر في اقتصاديات
البلدان المختلفة. عدا عن
أهميتها وآثارها في جوانب الحياة الاجتماعية والنفسية
المختلفة للسياح وسكان
المناطق الجاذبة لهم على السواء، ليس هذا فحسب إنما يمكن
اعتبار صناعة السياحية
مصدراً مهماً للتفاهم السياسي والثقافي بين مختلف الشعوب
بخاصة ونحن اليوم نسمع
كثيرا عن حوار للحضارات والشعوب والأديان.
فقد
باتت صناعة السياحة من الأهمية بمكان لما لها من آثار
ولما توفر لها من ظروف وعوامل
ساعدت على تطور وانتشارها عالمياً من تطور هائل في وسائل
النقل والتواصل والاتصال
والدعاية والإعلان والتي ساهمت في تحويل العالم إلى قرية
صغيرة يرغب ملايين الناس
في استكشاف مدنها وبحارها وجبالها وثقافاتها المختلفة
بخاصة بعد التطور الاقتصادي
في الكثير من الدول وارتفاع معدل دخل الفرد فيها وزيادة
أوقات الفراغ بسبب تحديد ساعات العمل والذي ينبغي أن يقضى في
أنشطة مفيدة وممتعة تساعد الإنسان على تجديد حيويته
ونشاطه ليعود لعمله بروح جديدة
وعقلية منفتحة مما ترتب عليه تغييراً اجتماعياً كبيراً
في مختلف المجتمعات.
ولكل
ما تقدم وللأهمية الكبيرة التي تمثلها السياحة فقد أولت
الكثير من الدول اهتمامها
بهذا النشاط الذي بات يمثل موردا مهما وأساسيا من
مواردها الاقتصادية بخاصة منها
الدول النامية التي هي بأمس الحاجة للموارد التي تدعم
ميزانياتها، بناء عليه فقد
بدأت الدول النامية تضع الخطط والاستراتيجيات المبنية
على الدراسات العلمية
الميدانية منها والنظرية من أجل تنمية قطاع السياحة
وتطويره حتى أصبح هذا القطاع
يمثل حجر الزاوية في بعض الاقتصاديات للعديد من الدول،
فبدأت بتكليف فرق البحث
العلمي بدراسة مختلف المواقع السياحية الثقافية
والطبيعية والاستشفائية وكل مناطق الجذب
السياحي فيها من أجل دراستها من كافة النواحي ومعرفة
أفضل الخطط والوسائل والطرق
التي يمكن أن تساهم في تطويرها وجعلها منطقة ناجحة في
جذب أعداد أكبر وأفواج أكثر
من السياح. وتتمثل إحدى أهم مشكلات الدول النامية في
تدني مصادر الدخل فيها بسبب
قلة مواردها أو عدم الاستغلال الأمثل لهذه الموارد أو
الفساد الإداري الذي ينتشر
في هذه الدول حتم عليها البحث المتواصل عن مصادر دخل
جديدة ومستمرة غير ناضبة، وبمعنى
آخر السعي نحو الحصول على المصادر التي يمكن أن تساهم في
تحقيق التنمية المستدامة
التي تركز عليها الكثير من الدول والمنظمات الدولية في
العالم، وبذلك فان النظرة
الحديثة للسياحة لم تعد تركز على الجانب الاقتصادي
والمردود المادي لها فحسب بل
والاهتمام بكسب رضا السائح والاستغلال الصحيح للموارد
الطبيعية والحضارية والبيئية.
إن
التنمية السياحية في هذه الدول تمثل خطوة هامة في طريق
تفعيل التنمية الاجتماعية
فيها فالتفاعل بينهما والتساند كبير، إذ لا يمكن اعتبار
وجود تنمية اجتماعية حقيقة
بدون تحقيق تنمية سياحية فاعلة، وكذا الحال لا يمكن
القول أن هناك تنمية سياحية في
أي بلد ما لم تنعكس هذه التنمية في إحداث تنمية اجتماعية
فاعلة وحقيقية، ويمكن القول
أن التنمية السياحية ربما تحدث تأثيراً مباشراً في التنمية
الاجتماعية، من خلال ما
يمكن أن تخلقه من تغيير حقيقي في قيم وعادات وتقاليد
الكثير من المجتمعات التي
تستقبل السياح، وتغيير في التركيب المهني لهم، ونظرتهم
للغرباء والكثير من أنماط
سلوك وتفكير الكثير من الأفراد داخل تلك المجتمعات، فضلا
عما يمكن أن تحدثه
التنمية السياحية من أثر غير مباشر في التنمية
الاجتماعية من خلال ما يترتب عليها
في مجال تغيير وتطوير ظروفهم الاقتصادية، ورفع معدلات
دخولهم وبالتالي ما يمكن أن
ينعكس عن ذلك من أثر إيجابي كبير في رفع
قدرتهم الشرائية وتوفير خدمات أفضل لأفراد أسرهم من
تعليم وصحة وإسكان ونقل
...الـــخ، كما إن البحث عن الآثار الايجابية التي يمكن
أن تحدثها التنمية
السياحية في التنمية الاجتماعية يتطلب أيضا التنويه إلى
أنها ينبغي أن تساهم في
الحد من الآثار السلبية التي يمكن أن تتمخض عن النمو
السياحي الارتجالي أو
التلقائي أو غير المخطط له في النسق ألقيمي والأخلاقي في
المجتمع وما يمكن أن
يترتب على ذلك من بروز ظواهر اجتماعية سلبية في حياة
الأفراد والأسر والبيئة التي
يعيشون فيها.
لقد اهتم الباحث بمحاولة دراسة الأثر المباشر
وغير المباشر الذي يمكن أن تحدثه التنمية السياحية في
التنمية الاجتماعية التي
باتت تمثل هدفاً مهما من أهداف إستراتيجيات التنمية
الشاملة في المجتمعات النامية
في العصر الحديث، من خلال طرح بعض التساؤلات حول هذا
الموضوع ومحاولة توفير
الإجابات لهذه التساؤلات من البحوث والدراسات
والإحصائيات والإصدارات المختلفة
التي توفرت للباحث في هذا المجال.
وكانت أهم النتائج:-
من كل
ما تقدم ومن خلال دراسة التجارب التنموية في مجال
السياحة ودورها في التنمية
الاجتماعية والاقتصادية نخلص إلى جملة من النتائج وهي
الآتي:-
1- التنمية السياحية
جزء لا يتجزأ من إستراتيجية التنمية الاجتماعية
والاقتصادية وأنها تأخذ مكانها في
التخطيط القومي والمحلي كقطاع مهم وفاعل في تحقيق
التنمية الشاملة، وإذا ما بقيت
مبنية على الارتجال والعفوية فانه سيترتب على ذلك العديد
من المشكلات الاقتصادية
والاجتماعية.
2- تلعب التنمية السياحية دوراً كبيراً في تحقيق التنمية
الاجتماعية بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، من خلال
تأثيرها في الكثير من الجوانب
الاجتماعية والثقافية والنفسية للأفراد في أي مجتمع
يستقبل السياح بأعداد كبيرة،
فهي تؤثر في التقريب بين الشعوب ونشر مبادئ السلم
والحوار بين الثقافات والمجتمعات،
وتسهم في جعل المجتمع أكثر قبولاُ للتغيرات الثقافية
والاجتماعية التي تعتريه، فضلاً
عما يمكن أن تحدثه من تغيير في نسق القيم والعادات
والتقاليد الاجتماعية السلبية
في الكثير من المجالات، وتساهم في تنشيط الحراك
الاجتماعي في المجتمع، وهي تساهم
في زيادة مشاركة المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية
من خلال مساهمتها في
التنمية السياحية.
3- تلعب التنمية السياحية دوراً هاما ً في تحقيق التنمية
الاقتصادية بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال دورها في رفد
ميزان المدفوعات بالعملات
الصعبة وتوفير مبالغ طائلة لميزانية الدول النامية
وتوفير فرص عمل جديدة لتقضي على
البطالة أو على الأقل لتحد منها، فضلا عما يمكن أن يحدثه
الأثر المضاعف للتنمية
السياحية في الجانب الاقتصادي للبلدان السياحية، و تغيير
التركيب المهني للسكان من
خلال ما تخلقه من مهن جديدة في مجالات العمل في الفنادق
ووكالات السياحة والسفر
وباقي المراكز السياحية.
4- تساهم التنمية السياحية في الاستثمار العلمي الدقيق
لكافة
الموارد المتاحة للمجتمع في سبيل النهوض بالأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية لأفراده
والانتقال بهم من مرحلة غير مرغوب بها إلى مرحلة جديدة
مرغوب بها من أجل تقليل
الفجوة التي تفصله عن المجتمعات المتقدمة وتحقيق التنمية
المستدامة.
5- التنمية السياحية تساهم بشكل فاعل وحيوي في تحقيق
التشابك
بين مختلف قطاعات البلد الاقتصادية، وتوظيف هذا التشابك
في تحقيق التوازن
الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، الذي يمثل أحد أهم
الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها
خطط التنمية في كل البلدان النامية.
6- إن التنمية السياحية إذا ما تمت بدون دراسة أو بحث
علمي
ميداني للواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في أي بلد،
ستساهم في إحداث أضرار في
مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،
وسيترتب عليها سلبيات تعيق
تقدم المجتمع بدلا من أن تكون عاملاً هاما في تنميته
وتطوره.
7- تشير أغلب دراسات التنمية السياحية في البلدان
النامية إلى
أنه ينبغي على الدول النامية أن تستثمر هذا القطاع
بالشكل الأمثل، لأسباب كثيرة من
بينها محدودية الموارد التي تمتلكها هذه الدول، فإذا
كانت الدول المتقدمة التي
تمتلك العديد من الموارد الاقتصادية تستثمر هذا القطاع
بأفضل وجه، فأولى بالدول
النامية أن تحذو حذوها وتستفيد من تجاربها في استغلال
مواردها.
8- تساهم التنمية السياحية في رفع الوعي البيئي وكيفية
التعامل
مع البيئة المحيطة والتغير في أنماط السلوك التي قد تسبب
المشاكل الصحية للمواطنين
والسائحين في المراكز السياحية والمناطق القريبة منها.
فضلاً عن دورها في نشر
الوعي بأهمية النظافة في المجتمع وتبنيه لقيم اجتماعية
ايجابية في هذا المجال.
9- تحقيق مشاركة فاعلة للأفراد في عمليات التنمية
الاجتماعية
والاقتصادية مما يساهم في رفع ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم
المختلفة ويحفز فيهم روح
المنافسة والمشاركة والتطوع في سبيل إنجاح خطط التنمية
التي يسعى البلد إلى
تحقيقها، وتجعلهم أكثر إحساسا بالمسئولية وتحملها وتبني
القيم الايجابية في هذا
المجال.
10- تساهم التنمية
السياحية في التنمية الشاملة وتحقيق التوازن الاقتصادي
خاصة إذا ما تم القيام
بتخطيط إنشاء المشروعات السياحية الجديدة وتوزيعها على
مختلف محافظات وأقاليم
البلد، إذ أن من المعروف أن التنمية الشاملة يجب أن تتصف
بخاصية الشمول والتوازن
وأن لا تأتي لصالح منطقة على حساب أخرى.
11-
تساهم
التنمية السياحة في تطوير وصيانة المواقع التاريخية
والأثرية التي تعد من أهم المراكز
السياحية الثقافية في أي بلد، ولا يخفى ما لهذا الجهد من
أثر هام في الحفاظ على
تراث المجتمعات والشعوب وإدامتها، وكل ذلك يعد جزءاً من
الوفاء الذي يمكن أن يقدمه
الأحفاد لأجدادهم ولتاريخهم العظيم.
12-
تساهم التنمية السياحية في
تنشيط وتطوير الصناعات الشعبية البسيطة والتي يمكن أن
تكون فرصة هامة في سبيل
تنمية اقتصادية واجتماعية جادة وحقيقية في أي مجتمع
بخاصة المجتمعات النامية، من
خلال ما يمكن أن يباع من هذه الصناعات للسياح الذين
يهتمون كثيراً باقتناء مثل هذه
المنتجات ويقبلون عليها بشكل كبير.
13-
كما أن التنمية السياحية
يمكن أن يترتب عليها آثاراً سلبية إذا ما كانت ارتجالية
وغير متكاملة مع الخطط
القومية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، ومن
بين هذه الآثار السلبية
انتشار الدخول الطفيلية التي لا تعد إنتاجية، وربما تلعب
دورا سلبياً في تحقيق
التنمية الاجتماعية في أي مجتمع، فضلا عما يترتب على
النمو العشوائي للمراكز
السياحية من آثار تعود بالضرر على البيئة وعلى التراث
الشعبي من طراز سكن وفنون
وأزياء ...الـــخ.
14- تلعب التنمية السياحة دوراً في زيادة إشراك وتمكين
القطاع
الخاص في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال
مساهمته الفاعلة في
الاستثمار في قطاع السياحة وتنشيط دوره في عملية التنمية
السياحية التي يتعاون على
تحقيقها كل من القطاع العام والقطاع الخاص.
15-
تؤدي
التنمية السياحية إلى تطور البنى التحتية والفوقية
وتحسين الخدمات التي يحصل عليها
أبناء البلد كخدمات النقل والاتصال والمواصلات والنظافة
والإعلام...الـــخ.
16-
تساهم
التنمية السياحية في تقديم أفضل صورة عن تاريخ وتراث
وحضارة البلد المضيف وذلك
بفعل الإعلان والدعاية السياحية التي تقدم للسياح بمختلف
الوسائل الدعائية، مما
يساهم في نشر المعرفة والثقافة بتلك الحضارة بين مختلف
شعوب العالم.
17- تساهم التنمية السياحية في خلق وتنمية العلاقات بين
القطاعات الاقتصادية والخدمية وبين قطاع السياحة وتحقيق
التكامل الرأسي والأفقي
التنمية السياحية في التنمية الاجتماعية
والاقتصادية
بالرغم
من تعثر حركة السفر لأهداف سياحية في العصر الوسيط واقتصارها
على طبقة الأغنياء حيث كان السفر
لأهداف المتعة مسألة مكلفة جداً، لا يقوى على تحملها إلا
الإنسان الثري إلا أنها
بدأت في القرن العشرين وتحديداً بعد المنتصف الثاني منه
تشكل ظاهرة تثير الاهتمام وتحضى
برعاية الدول والحكومات لكونها أصبحت تشكل مورداً
اقتصادياً حيوياً يمكن استثماره لتحقيق
المكاسب المادية وبذلك أصبحت السياحة تؤثر في اقتصاديات
البلدان المختلفة. عدا عن
أهميتها وآثارها في جوانب الحياة الاجتماعية والنفسية
المختلفة للسياح وسكان
المناطق الجاذبة لهم على السواء، ليس هذا فحسب إنما يمكن
اعتبار صناعة السياحية
مصدراً مهماً للتفاهم السياسي والثقافي بين مختلف الشعوب
بخاصة ونحن اليوم نسمع
كثيرا عن حوار للحضارات والشعوب والأديان.
فقد
باتت صناعة السياحة من الأهمية بمكان لما لها من آثار
ولما توفر لها من ظروف وعوامل
ساعدت على تطور وانتشارها عالمياً من تطور هائل في وسائل
النقل والتواصل والاتصال
والدعاية والإعلان والتي ساهمت في تحويل العالم إلى قرية
صغيرة يرغب ملايين الناس
في استكشاف مدنها وبحارها وجبالها وثقافاتها المختلفة
بخاصة بعد التطور الاقتصادي
في الكثير من الدول وارتفاع معدل دخل الفرد فيها وزيادة
أوقات الفراغ بسبب تحديد ساعات العمل والذي ينبغي أن يقضى في
أنشطة مفيدة وممتعة تساعد الإنسان على تجديد حيويته
ونشاطه ليعود لعمله بروح جديدة
وعقلية منفتحة مما ترتب عليه تغييراً اجتماعياً كبيراً
في مختلف المجتمعات.
ولكل
ما تقدم وللأهمية الكبيرة التي تمثلها السياحة فقد أولت
الكثير من الدول اهتمامها
بهذا النشاط الذي بات يمثل موردا مهما وأساسيا من
مواردها الاقتصادية بخاصة منها
الدول النامية التي هي بأمس الحاجة للموارد التي تدعم
ميزانياتها، بناء عليه فقد
بدأت الدول النامية تضع الخطط والاستراتيجيات المبنية
على الدراسات العلمية
الميدانية منها والنظرية من أجل تنمية قطاع السياحة
وتطويره حتى أصبح هذا القطاع
يمثل حجر الزاوية في بعض الاقتصاديات للعديد من الدول،
فبدأت بتكليف فرق البحث
العلمي بدراسة مختلف المواقع السياحية الثقافية
والطبيعية والاستشفائية وكل مناطق الجذب
السياحي فيها من أجل دراستها من كافة النواحي ومعرفة
أفضل الخطط والوسائل والطرق
التي يمكن أن تساهم في تطويرها وجعلها منطقة ناجحة في
جذب أعداد أكبر وأفواج أكثر
من السياح. وتتمثل إحدى أهم مشكلات الدول النامية في
تدني مصادر الدخل فيها بسبب
قلة مواردها أو عدم الاستغلال الأمثل لهذه الموارد أو
الفساد الإداري الذي ينتشر
في هذه الدول حتم عليها البحث المتواصل عن مصادر دخل
جديدة ومستمرة غير ناضبة، وبمعنى
آخر السعي نحو الحصول على المصادر التي يمكن أن تساهم في
تحقيق التنمية المستدامة
التي تركز عليها الكثير من الدول والمنظمات الدولية في
العالم، وبذلك فان النظرة
الحديثة للسياحة لم تعد تركز على الجانب الاقتصادي
والمردود المادي لها فحسب بل
والاهتمام بكسب رضا السائح والاستغلال الصحيح للموارد
الطبيعية والحضارية والبيئية.
إن
التنمية السياحية في هذه الدول تمثل خطوة هامة في طريق
تفعيل التنمية الاجتماعية
فيها فالتفاعل بينهما والتساند كبير، إذ لا يمكن اعتبار
وجود تنمية اجتماعية حقيقة
بدون تحقيق تنمية سياحية فاعلة، وكذا الحال لا يمكن
القول أن هناك تنمية سياحية في
أي بلد ما لم تنعكس هذه التنمية في إحداث تنمية اجتماعية
فاعلة وحقيقية، ويمكن القول
أن التنمية السياحية ربما تحدث تأثيراً مباشراً في التنمية
الاجتماعية، من خلال ما
يمكن أن تخلقه من تغيير حقيقي في قيم وعادات وتقاليد
الكثير من المجتمعات التي
تستقبل السياح، وتغيير في التركيب المهني لهم، ونظرتهم
للغرباء والكثير من أنماط
سلوك وتفكير الكثير من الأفراد داخل تلك المجتمعات، فضلا
عما يمكن أن تحدثه
التنمية السياحية من أثر غير مباشر في التنمية
الاجتماعية من خلال ما يترتب عليها
في مجال تغيير وتطوير ظروفهم الاقتصادية، ورفع معدلات
دخولهم وبالتالي ما يمكن أن
ينعكس عن ذلك من أثر إيجابي كبير في رفع
قدرتهم الشرائية وتوفير خدمات أفضل لأفراد أسرهم من
تعليم وصحة وإسكان ونقل
...الـــخ، كما إن البحث عن الآثار الايجابية التي يمكن
أن تحدثها التنمية
السياحية في التنمية الاجتماعية يتطلب أيضا التنويه إلى
أنها ينبغي أن تساهم في
الحد من الآثار السلبية التي يمكن أن تتمخض عن النمو
السياحي الارتجالي أو
التلقائي أو غير المخطط له في النسق ألقيمي والأخلاقي في
المجتمع وما يمكن أن
يترتب على ذلك من بروز ظواهر اجتماعية سلبية في حياة
الأفراد والأسر والبيئة التي
يعيشون فيها.
لقد اهتم الباحث بمحاولة دراسة الأثر المباشر
وغير المباشر الذي يمكن أن تحدثه التنمية السياحية في
التنمية الاجتماعية التي
باتت تمثل هدفاً مهما من أهداف إستراتيجيات التنمية
الشاملة في المجتمعات النامية
في العصر الحديث، من خلال طرح بعض التساؤلات حول هذا
الموضوع ومحاولة توفير
الإجابات لهذه التساؤلات من البحوث والدراسات
والإحصائيات والإصدارات المختلفة
التي توفرت للباحث في هذا المجال.
وكانت أهم النتائج:-
من كل
ما تقدم ومن خلال دراسة التجارب التنموية في مجال
السياحة ودورها في التنمية
الاجتماعية والاقتصادية نخلص إلى جملة من النتائج وهي
الآتي:-
1- التنمية السياحية
جزء لا يتجزأ من إستراتيجية التنمية الاجتماعية
والاقتصادية وأنها تأخذ مكانها في
التخطيط القومي والمحلي كقطاع مهم وفاعل في تحقيق
التنمية الشاملة، وإذا ما بقيت
مبنية على الارتجال والعفوية فانه سيترتب على ذلك العديد
من المشكلات الاقتصادية
والاجتماعية.
2- تلعب التنمية السياحية دوراً كبيراً في تحقيق التنمية
الاجتماعية بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، من خلال
تأثيرها في الكثير من الجوانب
الاجتماعية والثقافية والنفسية للأفراد في أي مجتمع
يستقبل السياح بأعداد كبيرة،
فهي تؤثر في التقريب بين الشعوب ونشر مبادئ السلم
والحوار بين الثقافات والمجتمعات،
وتسهم في جعل المجتمع أكثر قبولاُ للتغيرات الثقافية
والاجتماعية التي تعتريه، فضلاً
عما يمكن أن تحدثه من تغيير في نسق القيم والعادات
والتقاليد الاجتماعية السلبية
في الكثير من المجالات، وتساهم في تنشيط الحراك
الاجتماعي في المجتمع، وهي تساهم
في زيادة مشاركة المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية
من خلال مساهمتها في
التنمية السياحية.
3- تلعب التنمية السياحية دوراً هاما ً في تحقيق التنمية
الاقتصادية بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال دورها في رفد
ميزان المدفوعات بالعملات
الصعبة وتوفير مبالغ طائلة لميزانية الدول النامية
وتوفير فرص عمل جديدة لتقضي على
البطالة أو على الأقل لتحد منها، فضلا عما يمكن أن يحدثه
الأثر المضاعف للتنمية
السياحية في الجانب الاقتصادي للبلدان السياحية، و تغيير
التركيب المهني للسكان من
خلال ما تخلقه من مهن جديدة في مجالات العمل في الفنادق
ووكالات السياحة والسفر
وباقي المراكز السياحية.
4- تساهم التنمية السياحية في الاستثمار العلمي الدقيق
لكافة
الموارد المتاحة للمجتمع في سبيل النهوض بالأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية لأفراده
والانتقال بهم من مرحلة غير مرغوب بها إلى مرحلة جديدة
مرغوب بها من أجل تقليل
الفجوة التي تفصله عن المجتمعات المتقدمة وتحقيق التنمية
المستدامة.
5- التنمية السياحية تساهم بشكل فاعل وحيوي في تحقيق
التشابك
بين مختلف قطاعات البلد الاقتصادية، وتوظيف هذا التشابك
في تحقيق التوازن
الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، الذي يمثل أحد أهم
الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها
خطط التنمية في كل البلدان النامية.
6- إن التنمية السياحية إذا ما تمت بدون دراسة أو بحث
علمي
ميداني للواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في أي بلد،
ستساهم في إحداث أضرار في
مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،
وسيترتب عليها سلبيات تعيق
تقدم المجتمع بدلا من أن تكون عاملاً هاما في تنميته
وتطوره.
7- تشير أغلب دراسات التنمية السياحية في البلدان
النامية إلى
أنه ينبغي على الدول النامية أن تستثمر هذا القطاع
بالشكل الأمثل، لأسباب كثيرة من
بينها محدودية الموارد التي تمتلكها هذه الدول، فإذا
كانت الدول المتقدمة التي
تمتلك العديد من الموارد الاقتصادية تستثمر هذا القطاع
بأفضل وجه، فأولى بالدول
النامية أن تحذو حذوها وتستفيد من تجاربها في استغلال
مواردها.
8- تساهم التنمية السياحية في رفع الوعي البيئي وكيفية
التعامل
مع البيئة المحيطة والتغير في أنماط السلوك التي قد تسبب
المشاكل الصحية للمواطنين
والسائحين في المراكز السياحية والمناطق القريبة منها.
فضلاً عن دورها في نشر
الوعي بأهمية النظافة في المجتمع وتبنيه لقيم اجتماعية
ايجابية في هذا المجال.
9- تحقيق مشاركة فاعلة للأفراد في عمليات التنمية
الاجتماعية
والاقتصادية مما يساهم في رفع ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم
المختلفة ويحفز فيهم روح
المنافسة والمشاركة والتطوع في سبيل إنجاح خطط التنمية
التي يسعى البلد إلى
تحقيقها، وتجعلهم أكثر إحساسا بالمسئولية وتحملها وتبني
القيم الايجابية في هذا
المجال.
10- تساهم التنمية
السياحية في التنمية الشاملة وتحقيق التوازن الاقتصادي
خاصة إذا ما تم القيام
بتخطيط إنشاء المشروعات السياحية الجديدة وتوزيعها على
مختلف محافظات وأقاليم
البلد، إذ أن من المعروف أن التنمية الشاملة يجب أن تتصف
بخاصية الشمول والتوازن
وأن لا تأتي لصالح منطقة على حساب أخرى.
11-
تساهم
التنمية السياحة في تطوير وصيانة المواقع التاريخية
والأثرية التي تعد من أهم المراكز
السياحية الثقافية في أي بلد، ولا يخفى ما لهذا الجهد من
أثر هام في الحفاظ على
تراث المجتمعات والشعوب وإدامتها، وكل ذلك يعد جزءاً من
الوفاء الذي يمكن أن يقدمه
الأحفاد لأجدادهم ولتاريخهم العظيم.
12-
تساهم التنمية السياحية في
تنشيط وتطوير الصناعات الشعبية البسيطة والتي يمكن أن
تكون فرصة هامة في سبيل
تنمية اقتصادية واجتماعية جادة وحقيقية في أي مجتمع
بخاصة المجتمعات النامية، من
خلال ما يمكن أن يباع من هذه الصناعات للسياح الذين
يهتمون كثيراً باقتناء مثل هذه
المنتجات ويقبلون عليها بشكل كبير.
13-
كما أن التنمية السياحية
يمكن أن يترتب عليها آثاراً سلبية إذا ما كانت ارتجالية
وغير متكاملة مع الخطط
القومية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، ومن
بين هذه الآثار السلبية
انتشار الدخول الطفيلية التي لا تعد إنتاجية، وربما تلعب
دورا سلبياً في تحقيق
التنمية الاجتماعية في أي مجتمع، فضلا عما يترتب على
النمو العشوائي للمراكز
السياحية من آثار تعود بالضرر على البيئة وعلى التراث
الشعبي من طراز سكن وفنون
وأزياء ...الـــخ.
14- تلعب التنمية السياحة دوراً في زيادة إشراك وتمكين
القطاع
الخاص في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال
مساهمته الفاعلة في
الاستثمار في قطاع السياحة وتنشيط دوره في عملية التنمية
السياحية التي يتعاون على
تحقيقها كل من القطاع العام والقطاع الخاص.
15-
تؤدي
التنمية السياحية إلى تطور البنى التحتية والفوقية
وتحسين الخدمات التي يحصل عليها
أبناء البلد كخدمات النقل والاتصال والمواصلات والنظافة
والإعلام...الـــخ.
16-
تساهم
التنمية السياحية في تقديم أفضل صورة عن تاريخ وتراث
وحضارة البلد المضيف وذلك
بفعل الإعلان والدعاية السياحية التي تقدم للسياح بمختلف
الوسائل الدعائية، مما
يساهم في نشر المعرفة والثقافة بتلك الحضارة بين مختلف
شعوب العالم.
17- تساهم التنمية السياحية في خلق وتنمية العلاقات بين
القطاعات الاقتصادية والخدمية وبين قطاع السياحة وتحقيق
التكامل الرأسي والأفقي
عبدالرزاق الهيتي- عدد الرسائل : 5
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
رد: ملخص لبحث بعنوان(دور التنمية السياحية في التنميةالاجتماعية) للدكتور عبدالرزاق محمود الهيتي
color=green]التنمية تتطلب خطوات واجراءات فعالة في تنشيط حركة المجتمع وقد أخذت مؤخرا ابعاد جديدة ظهرت على المجتمع المحلي ، سواء البعد السياحي أم البعد التكنولوجي السياحي ،
وإن أخذ النشاط السياحي حدوده للطبقة البرجوازية فيما بعد مع بداية القرن التاسع عشر ، إثر السعي للترفيه من قبل البرجوازيين والبروليتاريين ، نظراً لتوفر العنصر المالي
إلا أن العهد الحالي ، قد إتسعت عبره رقعة المستفيدين من القطاع السياحي وخاصة طبقة الموظفين من مختلف الفئات ، نظرا للحاجة إلى الرفاهية والرغبة في التخفيف من الضغط النفسي جراء ضغوطات المهن وتبعياتها ، وهذا ما دفع المهتمين إلى تنشيط المرافق الحيوية من النشاطات السياسية ،
انعكست هذه العملية في تنشيط حركة الاقتصاد ، وفتح أسواق جديدة في المجتمع المحلي ، واختصاصات وشكل هذا التطور في فتح ألاف الفرص العمل أمام الشباب .
إلا أننا هنا نتساءل ، كيف هو واقع القطاع السياحي في الشرق الأوسط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما التطور التكنولوجي العالمي ، والنهضة للشركات السياحية المتعددة الجنسيات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي دكتور عبدالرزاق الهيتي على هذا الطرح الهام والمفيد لنا .[/color]
وإن أخذ النشاط السياحي حدوده للطبقة البرجوازية فيما بعد مع بداية القرن التاسع عشر ، إثر السعي للترفيه من قبل البرجوازيين والبروليتاريين ، نظراً لتوفر العنصر المالي
إلا أن العهد الحالي ، قد إتسعت عبره رقعة المستفيدين من القطاع السياحي وخاصة طبقة الموظفين من مختلف الفئات ، نظرا للحاجة إلى الرفاهية والرغبة في التخفيف من الضغط النفسي جراء ضغوطات المهن وتبعياتها ، وهذا ما دفع المهتمين إلى تنشيط المرافق الحيوية من النشاطات السياسية ،
انعكست هذه العملية في تنشيط حركة الاقتصاد ، وفتح أسواق جديدة في المجتمع المحلي ، واختصاصات وشكل هذا التطور في فتح ألاف الفرص العمل أمام الشباب .
إلا أننا هنا نتساءل ، كيف هو واقع القطاع السياحي في الشرق الأوسط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما التطور التكنولوجي العالمي ، والنهضة للشركات السياحية المتعددة الجنسيات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي دكتور عبدالرزاق الهيتي على هذا الطرح الهام والمفيد لنا .[/color]
فدى المصري- عدد الرسائل : 29
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/05/2008
مواضيع مماثلة
» ملخصات لبحوث في التنمية الاجتماعية للدكتور عبدالرزاق محمود الهيتي
» ترحيب بالدكتور عبدالرزاق الهيتي
» ملخص لبحث حول المرأة والتنمية في المجتمع اليمني(بحث في حجم المشاركة)
» العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية
» التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
» ترحيب بالدكتور عبدالرزاق الهيتي
» ملخص لبحث حول المرأة والتنمية في المجتمع اليمني(بحث في حجم المشاركة)
» العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية
» التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا :: منتدى علم إجتماع التنمية :: علم إجتماع التنمية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى