منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا
منتدى آفاق الفلسفة و السوسيولوجيا و الأنثروبولوجيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين Empty السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين

مُساهمة من طرف مصطفى بادوي الأربعاء فبراير 06, 2008 11:00 am

السحر والدين
دراسة في علاقة السحر بالدين
الفصل الاول

عن السحر والدين(1 )

بحث في العلاقة بين السحر والدين
مقدمة

العلاقة بين السحر والدين علاقة موغلة في القدم. ومثار لاسئلة من نوع : ايهما اسبق الي الوجود. فهناك من ذهب الي ان الدين قد خرج من رحم السحر , وهناك من زعم بالنشأة المستقلة لكل منهما...
ونبدأ نحن بالتساؤل : أي شئ يخاطب السحر وما الذي يخاطبه الدين؟؟
وما دمنا نتعامل مع لفظ السحر , فلا بد ان نتعرض لما قيل في تعريفه وتحديدا . وسنبدأ من حيث المعني اللغوي وسنعتمد هنا علي معجم لسان العرف .
يذهب ابن منظور في لسان العرب(1) مادة " سحر" الي : قال ابن الازهري " السحر عمل تقرب فيه الي الشيطان, وبمعونة منه ,وكل ذلك الامر كينونة للسحر, ومن السحرالأخذة التي تاخذ العين حتي يظن ان الامر كما يري " كما قال الازهري ايضا " واصل السحر صرف الشئ عن حقيقته الي غيره" وتتردد معاني السحر عند ابن منظور بين التلاعب والافساد وقلب الحقائق..
ويذهب" ابن خلدون " الي ان (2 )" علوم السحر والطلسمات هي علوم بكيفية ايتعدادات تقتدر النفوس بها علي التاثيرات في عالم العناصر , اما بغير معين او بمعين من الامور السماوية . والاول هو السحر , والثاني هو الطلسمات"

كيف بدأ السحر واين بدأ؟؟
يزعم البعض ( وفقا مما جاء ببعض الكتب المقدسة) بان السحر قد بدأ ببابل حيث تعلمه الناس من الملكين هاروت وماروت. ويزعم البعض الاخر انه بدا ونما في مصر الفرعونية, بيد انه يبدو ان السحر ظاهرة موغلة في القدم مارستها كل الشعوب لا استثناء..

ويذهب شيخ المصريات الالماني "ادولف ارمان" في كتابه القيم :" ديانة مصر القديمة" (3) الي ان " السحر نبت وحشي في واحة الدين . وهو عمل يهدف الي التغلب علي القوي التي تتصرف في مصير الانسان. وانه من الخير ان نتعرف كيف يمكن ان ينشا الاعتقاد بامكان القيام بمثل هذا العمل,قد يبدو ان الاله قد استجاب للدعاء تارة , ولم يستجب الي الدعاء تارة اخري ,وعند ذلك يطرأ قسرا علي الفكر ان العبارة التي صيغ فيها الدعاء اول مرة قد لقيت عند الاله قبولا خاصا, لذلك يعد هذا التركيب افضل تركيب من نوعه , ويغدو صيغة لا يلبث الانسان ان يعتقد ان لها مفعول لا يخيب, وانها تقهر القدر ""

وفي معجم الحضارة المصرية القديمة (4) , يذهب " جورج بونز " ورفاقه تحت مادة " سحر" الي انه " عقدت مبارة بين النبي موسي وسحرة الفرعون,فدمرهم بسبب خداعهم بأن القي عصاه فاذا هي ثعبان مبين ابتلع ثعابينهم , فخروا له ساجدين. وما اسرارالمقابر الملكية المروعة, وقصص الخوارق الا خزعبلات, رغم رسوخ الاعتقاد بحلول لعنة الفراعنة علي منتهكي حرمة المقابر . وجعلت هذه الامور مصر القديمة دولة السحر. والحقيقة ان السحر كان يحكم في ارض الفراعين , وليست الاسطورة التي اسكنت وادي النيل بالسحرة خطا, والبرهان علي هذا ميسور : فتدل القصص الشعبية والتمائم وتلك التعاويذ المكتوبة التي تملأ خزائن المتاحف , علي ان السحر قد جاء واستقر في ارض السحرة"
" وان السحر كان اولا وقبل أي شئ ايمانا مطلقا بالقوة الخلاقة للصوت, ولم يعتبر الشخص البدائي اسم الكائن الحي او الجسم وسيلة لتسهيل تبادل الاراء بين الناس , بل اعتبره الكائن الحي او الشئ نفسه. فبمجرد النطق باسم , كان يخلق ذلك المخلوق او الشئ, وتزخر قصص الخليقة بفقرات تنص علي انه ما علي الخالق الا ان ينطق باسم كل عنصر من مكونات الخلق حتي يبادر ذلك العنصر في الحال بان ياخذ مكانه المعين"
ونظن ان الموسوعة تشير الي لاهوت " منف" ونظريةالخلق عندها ..حيث يقوم الاله الخالق " بتاح" او " فتاح" بان يفكر في الخلق بقلبه ثم ينطق بلسانه فيوجد الخلق والعالم والكون , وهي نظرية الخلق بالكلمة او ما نسميه نحن اصطلاحا :" كن فيكون" .
ويذهب " روبير جاك تيبو " مؤلف " موسوعة الاساطير والرموز الفرعونية" الي اتجاه مخالف لما ذهب اليه " جورج بونز" اذ يقول " روبير جاك" في موسوعته تحت مادة " سحر" (5) : " كانت مصر القديمة تضم في رحابها العديد من الكهنة السحرة , ولكن ليس بالمعني المفهوم في عصرنا الحالي . فالكاهن الساحر ( ترجمة غير صحيحة لعبارة " العليم بالامور" ) وكان مجرد مفسر ومترجم لدي الالهة , او المتحدث بلسانها , ولكنه لا يستطيع ان يضع أي شئ خارج نطاق العالم , ولا يمكنه ابدا تحويل المادة لفائدته او نفعه الشخصي او لصالح المجموع...وبالرغم مما يحظي به الفرعون من قوة ومقدرة , فانه لا يستطيع ابدا ان يكون ساحرا , بالرغم من انه يتمتع بنفوذ مادي علي الكائنات . فهو كبداية خادم للماعت ( الحقيقة والعدل) , وبالاضافة الي ذلك فهو الوسيط والشفيع بين السماء والبشر , وبذا , فمن خلاله شخصيا تستطيع الالهة ان تبين عن مقدرتها وقواها , وكان ذلك ايضا وضع الرسل والنساك."


المصادر:

1- معجم لسان العرب – بن منظور- الجزء الثالث-مادة سحر- صفحة 1953,1954 طبعة دار المعارف المصرية
2- مقدمة بن خلدون- بن خلدون – كتاب الشعب-صفحة 467 – طبعة دار المعارف المصرية
3- ديانة مصر القديمة- اودلف ارمان- ترجمة د/ عبد المنعم ابو بكر, د/ محمد انور شكري- الهيئة المصريةالعامة للكتاب- 1997
4- معجم الحضارة المصرية القديمة- جورج بونز وعدد من الباحثين- ترجمة امين سلامة-الهيئة المصرية العامة للكتاب- 1996- صفحة 187
5- موسوعة الاساطير والرموز الفرعونية- روبير جاك تيبو – ترجمة فاطمة عبد الله- مشروع الترجمة- المجلس الاعلي للثقافة- القاهرة.
عن السحر والدين (2)
مصطفى بادوي
مصطفى بادوي
الادارة
الادارة

ذكر عدد الرسائل : 300
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 11/01/2008

https://afaksocio.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين Empty رد: السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين

مُساهمة من طرف مصطفى بادوي الأربعاء فبراير 06, 2008 11:08 am


جذور السحر

متي بدأ السحر؟
كيف بدأالسحر؟

يذهب"روبرتسن سميث" الي ان " الدين باعتباره شيئا اخر غير السحر والشعوذة, ومنذاقدم العصور يخاطب العشيرة الاقربين وينصب علي كيانات ودودة ,قد تغضب احيانا علي قومها , ولكنها دائما تتسم بالسماحة الا تجاه اعداء اتباعها او المارقين علي المجتمع. والدين بالمعني الحقيقي للكلمة , لايبدا بخوف غامض من قوي مجهولة , بل بتقديس ودي لآلهة معروفة ترتبط باتباعها باواصر قربي وثيقة . وليس الدين بهذا المعني ربيب الخوف , والفارق بينه وبين رهبة الانسان البدائي من اعدائه غير المرئيين مطلق وشاسع , سواء في اقدم مراحل التطور او احدثها. ولم تبدأ قوي السحر الغيبية القائمة علي الرعب والطقوس التي تهدف الي مهادنة اللآلهة الغريبة في غزو الدين القبلي او القومي الا في عصور التفكك الاجتماعي " (1)

اذن فالسحر عند " سميث" يرجع الي عصور التفكك الاجتماعي عند الانسان البدائي

بينما يذهب شفيق مقار في منشأ السحر والدين الي انه " في فجر التاريخ , وقف الانسان عاريا , جاهلا, منشدها , امام ظواهر الطبيعة وغوامض الكون . ومن اقدم اشكال سعيه الي الذود عن نفسه وتامين بقائه في عالم غير محايد تماما غير عابئ بوجوده , غير مكترث لموته, غير دار بما ظل يحف به من صعاب ويتربص به من مهالك, كانت محاولات الانسان القديم النفاذ الي مكنونات الغوامض التي واجهه به العالم , واكتفاء شر ما ايقن انه يتربص به من وراء تلك الحجب من قوي فوق طبيعية , بل ومحاولة الانتقال من مرحلة استرضائها ومنع اذاها الي مرحلة ضمها الي صفه , لتكون له لا عليه ....ومن المسعي الاول نشأ السحر , ومن المسعي الثاني نشأ ت الكهانة ..لقد بدا السحر والدين وكتوامين, الا ان انفصالهما كان محتوما منذ البداية . لقد كان الرحم الذي ولد التوأمان منه رحما مركبا من خوف الانسان وفضوله , ونزوعه الي القوة وسعيه الي تامين بقائه واشباع حاجاته . فتحت تاثير تلك الدوافع ,سعي الانسان سعيا حثيثا ,وباصرار كان من العوامل التي جعلته يتسيد علي غيره من المخلوقات, الي ادوات تمكنه من فرض نوع من التحكم علي الظواهر الطبيعية يجعلها تعمل لصالحه , وتتيح له في الوقت ذاته التعامل مع القوي الخفية التي آمن بوجودها وراء الظواهر الطبيعية... ومن هنا كان من المحتم ان يفضي ظهور السحر والدين كتوامين , وفي نفس الوقت اختلافهما اختلافا جذريا , الي الصراع بينهما..فالسحر تعبير عن الغرور الانساني, اذ يجسد اعتقاد الانسان بانه قادر بجهده الخاص علي التحكم في ظواهر الطبيعة,وهي ظواهر يشترك السحر مع توأمه الدين في الاعتقاد بمرونتها وقابليتها للتحكم والتعديل. وبالمقابل يعبر الدين عن التواضع الانساني , اذ يجسد اعتقاد الانسان بانه اضعف واضأل شأنا من ان يتحكم في ظواهر الطبيعة او يستغل مرونتها وقابليتها للتعديل لصالحه , وبجهده الخاص .. وهو اعتقاد يجعله يتنصل من غرور السحر والاكتفاء بمحاولة الوصول الي القوي العليا بالصلاة والشعائر والطقوس واسترضائها كيما تتحكم تلك القوي لحسابه في ظواهر الطبيعة وتكف عنه اذي القوي الخفية الشريرة التي يعج بها العالم غير المرئي" ( 2 )
وهذا التناقض والصراع بين السحر والدين , ادي في النهاية الي حالة من العداء المستحكم وصل من ناحية الدين الي حد التحريم والتجريم...

ومن وجهة نظر دينية .نشأ السحر من مصدر سماوي. وتروي القصة – وهي متفق عليها مع بعض الاختلافات في التفاصيل- ان الملكين ( هاروت وماروت ) قد نزلا من السماء وهما يحملان علم السحر , وذلك في مدينة بابل , مع تحذير الناس بانه فتنة , مع تحذير بعدم استعماله في الشر ..فتعلم منهم الناس السحر الخير والسحر الاسود, وهكذا فأن مصدر السحر في الفكر الديني هو مصدر سماوي بخلاف وجهة نظر علماء الانثربولوجي وتاريخ الاديان من المصدر الارضي البشري للسحر

المراجع:

1- محاضرات في ديانة الساميين- روبرتسن سميث- ترجمة د/ عبد الوهاب علوب- المجلس الاعلي للثقافة- 1997 – صفحة 53
السحر في التوراه والعهد القديم- شفيق مقار – دار رياض الريس- لندن-ط1 1990 – صفحة21 السحر والدين (3 )

نظرية السحر والدين عند "جيميس فريزر"

منهج جيميس فريزر

عرض العالم الكبير " جيمس فريزر" لنظريته في السحر والدين في الجزء الاول من سفره الجليل الغصن الذهبي. ولقد كان فريزر شأنه في ذلك شان الكثيرين من علماء عصره الذين تاثروا بفلسفة عصر الاستنارة او التنوير, ويؤمن بتشابه الجنس البشري في الاساسيات …وعند تعرضه لموضوع بحثنا , ونظرا لان الموضوع يرجع في نشأته الي مراحل موغلة في القدم ويصعب الحصول علي المعلومات والبيانات الدقيقة عنه خاصة وان بعض مظاهر الحضارة في تلك الازمنة قد اندثر تماما, فقد كانت وسيلته للوصول الي هدفه هو الاستنباط عن طريق ما عرف في علم الانثربولوجيا باسم الرواسب الثقافية, وهي السمات الثقافية التي تلكأت في سيرها وتخلفت عن ركب التطور, او علي الاقل لم تتطور بنفس السرعة التي تطورت بها هذه السمات والنظم في مجتمعات اخري , واصبحت نتيجة ذلك غريبة عنالحياة الاجتماعية الجديدة..
وتتمثل هذه الرواسب الثقافية في بعض العادات التي يمارسها العالم المتحضر دون ان يدركلوجودها سبب , كمايتمسك بها الناس دون ان يعرفوا معناها الاصلي الذي نسوه تماما, وكذلك تتمثل في الرواسب والبقايا في النظم الاجتماعية والانساق الثقافية السائدة في المجتمعات البدائية علي اعتبار ان هذه المجتمعات تمثل مراحل سابقة في تاريخ المجتمعات الانسانية ككل ..وجدير بالذكر ان " جيمس فريزر" لم يترك تعريفا محددا لاصطلاح الرواسب الثقافيه , سوي المحددات السابق ذكرها ……………………………ز


نظرية السحر والدين

تعنبر نظرية السحر والدين من اهم ما اسهم به فريزر في الدراسات الانثربولوجية التطورية.وابرز ما في نظريته هو محاولته الربط والتقريب بين السحر والعلم اللذين يقفان موقف التعارض مع الدين, ولكنهما يقومان علي اسس ومبادئ منطقية واحدة تعتمد علي تداعي المعاني وترابط الافكار , وان كانت عملية التداعي في السحر تتم بطريقة خاطئة. لذلك اطلق فريزر علي السحر لفظ " العلم الزائف " .

ويقوم السحر في نظرية " فريزر" علي مبداين اساسيين هما :
المبدأ الاول : ان الشبيه ينتج الشبيه
ويعني هذا انك اذا صنعت دمية تشبه الشخص العدو وقمت بقتلها فان هذا العدو سيموت وفقا لمبدا " الشبيه ينتج الشبيه"
المبدأ الثاني : هو استمرار التاثير المتبادل بين الاشياء المتصلة حتي بعد انفصالها عن بعضها البعض, أي ان الاشياء التي كانت متصله في وقت من الاوقات يؤثر كل منها في الاخر حتي بعد انفصالها.
ويعتبر هذان المبدان في نظر فريزر قانةنين للسحر البدائي او بعبارة اخري موقف البدائي من السحر, فنظرية فريزر هي نظرية موقف الرجل البدائي من العالم ونظرته اليه وهي تقوم علي اساس ملاحظة البدائي وخبرته الطويلة بظواهر الحياة واحداثها وتقلب الفصول, وكلها اسس هامة في قيام العلم والتفسير العلمي , ومن هنا جاء ربط فريزر بين السحر والعلم , وان كان السحر في رايه : علم زائف"
اقام فريزر في تمييزه بين السحر والدين علي اساس ان الدين يشترط الاعتقاد في الكائنات الروحية او الالهية والارباب , بينما يتالف السحر من الاعمال والممارسات والشعائر التي تتصل بالكائنات الاخري ( مثل الاشباح) , وهويعتمد علي عبارات وتعاويذ وصيغ كثيرا مالا تكون مفهومة لدي الاشخاص الذين يستخدمونها, وذلك بخلاف الدين الذي يستخدم اللغة العادية السائدة في المجتمع الذي ينظر اليهم – السحرة- نظرة تختلف عن نظرتهم لرجال الين , اذ يعتبرونهم اقل مكانة وادني في المرتبة, وان كان ذلك المجتمع يسخرهم – أي السحرة- للاتيان بسحرهم باشياء تعد في صالح المجتمع ...
وغفي النهاية يقف " فريزر" في صف الاتجاهالذي يري باسبقية السحر عن الدين , اذ يري ان السحر هو الذي مهد لظهور الدين , وان معظم الممارسات والطقوس التي تتصل بعالم الغيبيات وبالكائنات الاعجازية او الخارقة للطبيعة هي في الاصل ممارسات وطقوس سحرية اتخذت طريقا الي الدين الذي نشأ تاليا للسحر ...

المصدر : كتاب الغصن الذهبي- جيمس فريزر- ترجمة واشراف د/ احمد ابو زيد


السحر والدين(4)
نظرية السحر عند بن خلدون


سبق ان تعرضنا لتعريف بن خلدون للسحر والذي تحث فيه عن ان علوم السحر والطلسمات هي علوم تقتدر بها النفوس علي التاثير في عالم العناصر , اما بغير معين او بمعين من الامور السماوية ( ولعله يقصد الجن والشياطين) .وان الاول هو السحر والثاني هو الطلسمات
ويعني هذا ان الساحر لا يستعين ب " الامور السماوية"وهو ما يفرقه عن صاحب الطلسمات . وكلاهما في النهاية ساحر ولكنه يبدو انه يقسم تفرقة بين نوغين او فرعين من علم واحد هما فرع السحر وفرع الطلسمات . والاغلب ان العلاقة بينهما هي علاقة الفرع بالاصل فالطلسمات هي حالة خاصة من حالات السحر

ويقول بن خلدون :" وانقدم هنا مقدمة يتبين بها حقيقة السحر , ذلك ان النفوس البشرية وان كانت واحدة بالنوع , الا انها مختلفة بالخواص , وهي اصناف كل صنف مختص بخاصية لاتوجد بالصنف الاخر ,وصارت هذه الخواص فطرة وجبلة لصنفصها . فنفوس الانبياء عليهم الصلاة والسلام لها خاصة تستعد بها للمعرفة الربانية ومخاطبة الملائكةوما يتبع ذلك في التاثير بالاكوان . اما نفوس السحرة فلها خاصية التاثير في الاكوان ( واعتقد المعني هنا هو المادة او العالم المادي ) واستجلاب روحانيةالكواكب للتصرف فيها , والتاثير بقوة نفسانية او شيطانية.
وللتفرقة بين الساحر والنبي يذهب بن خلدون الي ان " فاما تاثير الانبياء فبمدد ألهي وخاصية ربانية, ونفوس الكهنة ( وربما يقصد ايضا السحرة) لها خاصية الاطلاع علي المغيبات بقوي شيطانية , وهكذا كل صنف مختص بخاصية لاتوجد في الاخر "
ويقسم ابن خلدون النفوس الساحرة علي النحو التالي : " والنفوس الساحرة علي مراتب ثلاث : فاولها المؤثر بالهمة فقط من غير معين وهو ما يسميه الفلاسفة السحر ,
والثاني بمعين من مزاج الافلاك او العناصر او خواص الاعداد ويسمونه الطلسمات وهو اضعف رتبة من الاول ,
والثالث هو تاثير القوي المتخيلةويعمد هذا التاثير الي القوي المتخيلة فيتصرف بها بنوع من التصرف , ويلقي فيها انواغ من الخيالات والمحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها الي الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه, فينظر الراءون وكانها في الخارج , وليس هناك شئ من ذلك ويسمي هذا عند الفلاسفة الشعوذة او الشعبذة "

والنوع الاخير الذي يتحدث عنه بن خلدون من التاثير بالمخيلة او الشعبذة , يمكن ان نقربه اليوم مما نعرفه في علم البارا سيكلوجي " باسم ظاهرة التخاطر , وهي ظاهرة يستطيع من يمتكها ان يرسل من عقله رساله تخاطرية الي عقل اخر او عدة عقول بانهم يرون اشياء هي في الحقيقة لا تحدث ولكن هذه العقول تراها بالنظر كما لو كانت واقعة ومتحققة. وهذه الظاهرة قيدالدراسة فيما يسمي بعلم الباراسيكلوجي , وهو علم نفس الخوارق , ويلقي هذا العلم اهتماما متزايدا في الغرب...
وفيما يتعلق بنظريتي السحر عند كل من " جيمس فريزر" و" بن خلدون" نلاحظ الاتي:
1- السحر عند فريزر مصدره بشري خالص بينما له مصدر سماوي عند بن خلدون حيث يتبني النظرية الدينة المتمثلة في ان هذا السحر جاء بواسطة الملكين اللذين نزلا ببابل او علي الاقل من الشياطين والجن وهي جميعها كائنات غير مرئية
2- بينما يعتبر فريزر السحر علما زائفا , فان بن خلدون يعتبره علما حقيقيا علي الاقل في بعض جوانبه ويعتمد علي معرفة الكواكب وتاثيراتها وكذلك خواص الاعداد والاستعانة بالجن والشياطين

المصدر : المقدمة – بن خلدون – طبعة دار الشعب- القاهرة

مصطفى بادوي
مصطفى بادوي
الادارة
الادارة

ذكر عدد الرسائل : 300
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 11/01/2008

https://afaksocio.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين Empty رد: السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين

مُساهمة من طرف مصطفى بادوي الأربعاء فبراير 06, 2008 11:10 am

السحر والدين(5)

السحر والمعجزة والكرامة

سبق ان تعرضنا لتعريف السحر زتاريخة وكيفية نشئته والنظريات التي قيلت فيه , وملخص ما قيل في تعريف السحر انه: تحم الانسان في ظواهر الكون واالقدرة علي التاثير فيه اما بمقدرته الذاتية او بالاستعانة بقوي ما اوبعلم معين وتعرضنا للتفرقة بين السحر والشعوذة عند " بن خلدون" .. وتشترك السحر والمعجزة الالهية والكرامة الصوفية في انها جميعا ظواهر فوق طبيعية , تخرق الناموس او القانون الطبيعي للاشياء المادية.
والسحر ياتي به شخص يسمي الساحر , الما المعجزة فياتي بهاشخص يسمي النبي , اما الكرامة الصوفية فياتي بها من يسمي الولي..... والنبي شخصية دينية مناقضة لشخصية الساحر ويعتبر وسيطا بين الله ومخلوقاته , اما الولي فهو شخصية دينية اقل مرتبة من النبي , وهوشخص وصل الي اعلي درجات الصلاح فاصبح في موقع يتوسط المؤمن العادي والنبي.... ومن وجهة النظر اللا دينية , لايوجد فارق كبير بين الساحر والنبي والولي , فهذا الفكر يتعامل مع اصحاب الظواهر الفوق طبيعية معاملة واحدة, بل ويضع ممارساتهم جميعا في خانة السحر..وفي الفكر العربي نجد د/ سيد محمود القمني وشفيق مقار وغيرهم من انصار هذا الاتجاه .... ويري شفيق مقار في كتابه ا" السحر في التوراة" : ان موسي لم يكن سوي شامانا /ساحرا وانه اغترف من السحر المصري ما اغترف وفسر علي هذا الاساس كل المعجزات الواردة في العهد القديم , وكذلك معجزات انبياء التوراة والعهد القديم مثل " ايليا" و " اشعيا" وغيرهم.وبذلك فهذا الاتجاه يعتبر النبي مندرجا تحت مصطلح " الساحر"

ويختلف الامر تماما في الفكر الديني, اذ التفرقة قائمة بين الساحر ةالنبي والولي....
ويعرف د/ محمد الطيب النجار المعجزة علي انها " المعجزة للنبي هي امارة الحق وكلامه المصدق , والبرهان الناطق بان النبي انما يبلغ عن ربه , ولم يرسل الله نبيا الا ومعجزاته بين يديه ,تجلو غواشي الشك وتبدد ظلمات الحيرة , وتقطع الحجة علي الجاحدين المنكرين " (1)

ويعرفها القرطبي في كتابه " الجامع لاحكام القرآن" بانها : " المعجزة واحدةمن معجزات الانبياء الدالة علي صدقهم صلوات الل عليهم, وسميت معجزة لانالبشر يعجزون عن الاتيان بمثلها, ,وشرائطها خمسة فان اختل منها شرط لا تكون معجزة"(2)
ويحدد القرطبي هذه الشروط في الاتي:
الشرط الاول : ان تكون مما لا يقدر عليه الا الله تعالي
الشرط الثاني: هو ان تخرق العادة
الشرط الثالث : ان يستشهد بها مدعي الرسالة علي كونه مرسل من الله
الشرط الرابع :ان تقع المعجزة وفق دعوي المتحدي بها , المستشهد بكونها معجزة له
الشرط الخامس:الا ياتي احد بمثل ما اتي به المتحدي علي وجه المعارضة(3)
ويقول الدكتور / عبد المنعم الحفني في كتابه " المعجم الصوفي" : الايات لله , والمعجزات للانبياء , والكرامات للاولياء ولخيار المسلمين , وانما سميت معجزات لاعجاز الخلق علي ان ياتوا بمثلها, فمن اثبت من ذلك شيئا لغير الانبياء فقد ساواهم بهم ..ولم يفرق بين النبي وغير النبي... والفرق بين المعجزةوالكرامة ان الانبياءعليهمالسلام مامورونباظهرالمعجزات بينما الواجب المفروض علي الولي ان يستر كرامته " (4)
ويذهب يوسف بناسماعيل النبهاني في كتابه " جامع كرامات الاولياء" الي انه انه قيل في لطائف المنن " واعلم ان الكرامات تظهر للولي في نفسه وتارة تظهر منه لغيره فان ظهرت للولي في نفسه فالمراد تعريفه بقدرة الله تعالي وفرديته واحديته" (5)
ويقسم النبهاني الفعل الخارق للعادة علي قسمين
القسم الاول : هو ان يكون مع الدعوي وله اربعة اقسام:
القسم الاول : هو ادعاء الالهية
القسم الثاني :هو ادعاء النبوة
القسم الثالث:" هو ادعاء الولاية
القسم الرابع : هو ادعاء السحر وطاعة الشيطان

اما القسم الثاني فهو ان تظهر خوارق العادات علي يد شخص من غير شئ من الدعاوي
ويفرق بين حالين:
الحال الاول : ان يكون الشخص صالحا ويسمي وليا وفعله من قبيل كرامات الاولياء
والحال الثاني : ان يكون الشخص خبيثا مذنبا وقد انكرالمعتزلة جواز ذلك وان اقره الصوفيه
القسم الثالث : ان تظهر خوارق العادات علي بعض من كان مردودا عن طاعة الله ويسمي لك ب " الاستدراج"

ويعرف الدكتور عبد المنعم الحفني في كتابه " المعجم الصوفي" الاستدراج بانه :
" الاستدراج هو الخارق الذي يظهرمن الكفارواهل الفسوق " (6)
ويزيد الامر وضوحا في الفرق بين الكرامة الاستدراج " يوسف بن اسماعيل النبهاني""
فيقول " معني الاستدراج ان يعطيه الله كل ما يريده في الدنيا ليزداد في غيه وضلاله فيزداد عن الله بعدا.....والاستدراجات انواع عدة هي : الاستدراج و المكر والكيد الاملاء والاهلاك...وان صاحب الكرامة لايستانس بتلك الكرامة عند ظهورها عليه خوفا من ان تكون استدراجا من الله امتحانا له..واذا ادت الكرامه او الفعل الخارق الي غرور وفساد كان ذلك استدراجا لا كرامة " (

المصادر :





السحر والدين (6)

النبي موسي وسحرة فرعون

( أ )
الرواية التوراتية

يعتبر الفعل الخارق للطبيعة – وفقا لزاوية النظر التي يتم تناوله من خلالها - اما سحرا او معجزة او كرامة ...ومن اشهر الوقائع التي اختلف فيها هي ما جري بين النبي موسي وسحرة فرعون مصر...واذا اردنا ان نتناول هذا الموضوع , فاننا سنبدأ بالتوراه باعتبارها – نظريا- اقدم مصادر القصة تاريخيا...
ويعتبر النبي موسي – من وجهة النظر التوراتية- اول الانبياء واهمهم ومؤسس الديانة الحقيقي , فلم يحز الابء (البطاركة ) الاوائل -ابراهيم وسحاق وحتي يوسف- لقب نبي.
وتاتي القصة التي نحن بصددها في التوراه في معرض طلب النبي موسي من فرعون مصر اطلاق شعب الله (بني اسرائيل) من مصر وخلع نير العبودية عن اعناقهم ..فالرب يطلب من نبيه ان يذهب الي فرعون بصحبه النبي هارون الذي هو مكلف باخبار الفرعون بان يطلق سراح الشعب...وهنا نترك الحديث للتوراه نفسها:
" قال الرب لموسي وهارون: " عندما يطلب فرعون منكما قائلا : ارياني عجيبة فانك تقول لهارون : خذ عصاك والقها امام فرعون فتتحول الي حية" . فمثل هارون وموسي امام فرعون وفعلا تماما حسب امر الرب , فألقي هارون عصاه امام فرعون وامام حاشيته فتحولت الي حية . فاستدعي فرعون حكماءه وسحرته فصنع سحرة مصر علي غرار ذلك بسحرهم . فطرح كل واحد عصاه فتحولت الي حية . غير ان عصا هارون ابتلعت عصيهم . ولكن قلب فرعون ازداد تصلبا فلم يستمع لهما, تماما كما قال الرب "
( سفر التكوين- الاصحاح السابع- من 7 : 11 )
ولارغام فرعون علي اطلاق الشعب يتم توجيه عشر ضربات الي الشعب المصري وفرعونه وتمثلت هذه الضربات في : 1- ضربة الدم 2- ضربة صعود الضفادع –3- ضربة غزو البعوض –4- ضربة الذباب –5- ضربة نفوق الماشية –6- ضربة الدمامل التي تصيب كل الشعب المصري-7- ضربة انزال البرد علي ارض مصر فيتلف الزرع- 8- ضربة تسليط الجراد فياتي علي باقي المحاصيل- 9- ضربة اظلام ارض مصر جميعها – 10 – ضربة موت كل الابكار ابتدأ بالمواشي وانتهاء بالشعب وفرعونه)

ويلاحظ ان التحدي بين موسي وهارون وسحرة فرعون قد استمر لفترة كما ورد في التوراه ففي الضربة الاولي والثانية تقرر التوراه :
" ...وكان دم في كل ارجاء مصر . وكذلك فعل سحرة مصر يسحرهم , فتصلب قلب فرعون فلم يستمع اليهما حسب قول الرب .." ( تك- 7/22 )
" .. وكذلك فعل السحرة بسحرهم فاصعدوا الضفادع علي ارض مصر .." ( تك –8 / 7 )
ويتعجب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس (1) ": كيف استطاع هؤلاء الحكماء والسحرة ان يقلدوا معجزات موسي ؟؟ لقد تضمنت بعض اعمالهم نوعا من الخداع والايهام , ولعل بعضهم استطاع استخدام القوي الشيطانية , حيث كانت عبادة العالم الاسفل جزءا من ديانتهم , وكلما استطاع السحرةتقليد ضربات موسي كانت الامور تزداد سوءا , ولو كان السحرة لقوياء مثل الله لاستطاعوا مقاومة الضربات لا الاضافة اليها ...لقد اجري الله معجزة بتحويل عصا هارون الي ثعبان , واستطاع سحرة فرعون ان يقلدوا العمل بالخداع او السحر ..."

ويعلق " تشارلس ماكنتوش" احد شراح الكتاب المقدس علي القصة بقوله"...والآن نتامل النقطة الثانية من وهي مقاومة الساحرين " ينيس" و "يمبريس" الساحرين ( من سحرة فرعون) , ولولا ان اسم هذين الرجلين اللذين قاوما حق الله قديما قد ورد في العهد الجديد (الانجيل) بوحي الروحي القدس علي لسان الرسول " بولس" في سياق كلامه عن الازمنة الصعبة مخاطبا "تيموثاوس" من باب التنبيه ما عرفنا شيئا عنهما...لان الطريقة التي قاوم بها " ينيس و يمبريس" موسي انما كانت بتقليد ماكان يجريه موسي علي قدر استطاعتهما . فهما لم ينسبا اعمال موسي الي الخداع او الكذب او روح شريرة , بل قصدا محو تاثير اعماله علي ضمائر اللذين شاهدوها بمحاولتهما تقليدها , لانه مادام امكن لهما ان يفعلا مثلما فعل موسي , فلم يعد هناك فرق بينهما وبين موسي حسب الظاهر, وكأن موسي وذينك الساحرين لا يختلفان عن بعضهما اختلافا يذكر لان الآية التي كان يصنعها هذا كانا يصنعان مثلها. فاذا عمل موسي اعجوبة لاخراج الشعب من مصر , عمل الساحران لابقاء الشعب في مصر ..." (2)

ويلاحظ مبدئيا الاضطراب في القصة التوراتية وشروحاتها من عدة نواح:

فمن ناحية اولي: بينما المعركة هي في الاساس معركة النبي موسي – باعتباره نبي وزعيم الشعب- مع الفرعون فقد اقحم فيها هارون ليقوم بدور هو اكبر من دور موسي : فهو الذي القي العصا امام الفرعون وتحدي السحرة وقام بالعصا بانجاز العديد من الضربات العشر للفرعون وشعبه.
ومن ناحية ثانية: ان المعجزات المذكورة مرة تنسب الي هارون ومرة تنسب الي موسي.

ومن ناحية ثالثة: فإن العصي التي استخدمها هارون وكانت بيده دائما انما هي لاتخصه ولكنها تخص موسي فلقد كانت بيده عندما التقي بالرب لاول مرة , وبيده تحولت الي حية في حضرة الرب, ثم انها كانت احد ادواته في ممارسة الرعي بارض مدين ويستخدمها في المشي لاحياجه اليها.

ومن جهة رابعة: الندية بين السحرة وموسي في كثير من المواقف , بتكرار ذات الفعل الاعجازي من جانب السحرة , وان الشروحات علي الكتاب التوراة تصطدم بما قررته التوراه في صلبها...فلقد تم تفسير افعال السحرة بالخداع والوهم وهم ما يتصادم مع ما يفهم من نص التوراة من ان عصي السحرة انما تحولت الي حيات ولكن اصغر حجما...كما ان تكرار فعل اماتة السمك وانتانة في النهر والدم وكذلك اصعاد الضفاضع انما هي من قبيل الامور التي يمكن لمسها بالواقع والتاكد منها وليس للخيال والوهم دور فيها...

ومن جهة خامسة : تكاد الرواية التوراتية ان تساوي في الندية في الاتيان بالافعال بين موسي- او هارون- وسحرة فرعون ووضح ان العنصر الحاسم هو تدخل الرب لحسم المعركة لصالح رسله.

ومن جهة سادسة: تتناقض هذه الرؤية مع رؤية دينية اخري هي الرؤية الاسلامية وسنعرض لها لاحقا

استعرضنا هكذا الرواية التوراتية للمسالة , وسنتبعها بالروايات والرؤي الاخري تباعا حتي تكتمل جميع وجهات النظر حول المسالة..

المصادر :

· التوراة- سفر التكوين
· (1) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس- لجنة من رجال اللاهوت- تعريب لجنة مكونة من :" وليم وهبة وآخرين- الطبعة الثانية-1998-0-صفحة 143 .
· (2) شرح سفر الخروج- تشارليس ماكنتوش- ترجمة / ناشد ساويرس- دار الاخوة- القاهرة- الطبعةالرابعة- 1980 – صفحة 82 ,83


السحر والدين (7)
النبي موسي وسحرة فرعون
( ب)
الرواية القرآنية


نفهم من الرواية القرآنية للموضوع, ان التكليف بالذهاب الي فرعون مصر كان ثنائيا (لموسي وهارون) ولكن التكليف باظهار المعجزة كان لموسي وحده , خلافا للرواية التوراتية..وهو ما يتسق مع كون موسي هو نبي الشعب وزعيمه , فهو المكلف بالتحدي...
ومن ثم كان الاظهار الاول لمعجزة العصا في او لقاء مع فرعون مع ذكر معجزة اخي لم ترد في التوراه وهي ان موسي اخرج يده من جيبه "فاذا هي بيضاء للناظرين" وهو ما اشعل التحدي في نفس فرعون, وكان هذا التحي مشوبا بالانفعال علي حسب ماتخبرنا به الآيات :
" .. قال اجئتنا لتخرجنا عن ارضنا ياموسي. فلناتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لانخلفه نحن ولا انت مكانا سوي. "
(طه- (57) : (59) )
ثم :
" ...قالوا ياموسي اما ان تلقي واما نكون اول من القي . قال بل القوا. فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعي. فاوجس في نفسه خيفة موسي. قلنا لاتخف انك انت الاعلي. والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا, انما صنعوا كيد ساحر .ولا يفلح الساحر حيث اتي. فالقي السحرة سجدا قالوا : آمنا برب هارون وموسي ..."
( طه-- (65) : (70) )
ويلاحظ علي النص القرآني بالمخالفة للنص التوراتي:

اولا: ان ملقي العصا هو موسي وليس هارون.

ثانيا: توقف تحدي السحرة لموسي وايمانهم به , علي عكس استمرارهم في تحديه في النص التوراتي.
..وجاء في تفسير بن كثير ": ..فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه وولهم خبرة بفنون السحر وطرقه ووجوهه علموا علم اليقين ان هذا الذي فعله موسي ليس من قبيل السحر والحيل وانه حق لا مرية فيه ولا يقدر عليه الا الذي يقول للشئ كن فيكون , فعند ذلك وقعوا سجدا لله وقالوا امنا برب العالمين..." (1)

ثالثا: الادانة المباشرة والصريحة للسحر والسحرة. وذلك علي عكس مجرد الضيق من عمل السحرة ومعارضتهم بالسحر في الرواية التوراتية

رابعا: ان ما اتهاه سحرة فرعون انما هو من قبيل الخيال والتخييل علي ما جاء بالنص القرآني علي عكس ما يفهم من النص التوراتي من وجود وقائع ملموسة مثل اماتة السمك وانتانه في النهر واصعاد الضفادع .

خامسا : يلاحظ اختلافا في ماهية المعجزات و الايات او الضربات وعددها بين التوراه والقرآن.
فالقرآن يعد هذه الايات " تسع آيات" كما جاء في الآية ( 101- الاسراء)..
وياتي تعدادها عند بن كثير كلأتي: " ...يخب الله تعالي انه بعث موسي بتسع آيات بينات وهي الدلائل علي نبوته وصدق ما اخبر به عمن ارسله الي فرعون وهي : العصا واليد والسنين والبحر والطوفان والجراد والنمل آيات مفصلات ( قاله بن عباس )....وعن مجاهد وعكرمة والشعبي : هي يده وعصاه والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي, وجعل الحسن البصري السنين ونقص الثمرات واحدة عنده وان التاسعة هي تلقف العصا ما يأفكون..." (2).
والخلاف هنا لايقتصر علي العدد فحسب وانما يمتد لماهية المعجزة (او الضربة حسب التعبير التوراتي)...فاظهار اليد بيضاء لم تذكر في التوراه وهي محتسبة قرانيا وكذلك العصا هي معجزة في القرأن ولم تحتسب في التوراة ضمن العدد, بينما لم تذكر ضربة موت ابكار شعب مصر في القرآن وهي محتسبة في التوراة وكذلك الاظلام...


سادسا : ان الآيات او الضربات تحتسب في التوراه وكانها ضمن مباراة في السحر بينما هي في القرآن تقع في دائرة " معجزات الانبياء" في مقابل السحر...


المصادر :

· القرآن الكريم
· (1)- تفسير القرآن العظيم – للحافظ " بن كثير" – المجلد الثالث- صفحة 154 - مكتبة الحرية – الاسكندرية
· (2) – المرجع السابق- صفحة 65 – الجزء الثالث
مصطفى بادوي
مصطفى بادوي
الادارة
الادارة

ذكر عدد الرسائل : 300
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 11/01/2008

https://afaksocio.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين Empty رد: السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين

مُساهمة من طرف مصطفى بادوي الأربعاء فبراير 06, 2008 11:11 am

السحر والدين (السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين Icon_cool
النبي موسي وسحرة فرعون


( ج )
الرؤية السحرية/ الميثولوجية

عرضنا سابقا الي ان هناك رؤية تعتبر كل الفعل الخارق من قبيل السحر, وذلك خلافا للمدرسة الدينية التي تفرق بين السحر والمعجزة والكرامة في نطاق الفعل الخارق....ومممن يمثلون هذه المدرسة عربيا " شفيق مقار " في كتابه " السحر في التوراه" ... وتتمثل رؤية شفيق مقار في كتابه سالف الذكرفي ماجاء ابتدا عن فرويد في كتابه " موسي والتوحيد" او موسي مصريا....
فلقد ذهب فرويد في كتابه " موسي والتوحيد" الي محاولة اثبات مصرية موسي لا من خلاها الاسم المصري القح فحسب , بيل ذهب الي خطوة ابعد ليقرر انه كان مصريا خالصا ولم يكن عبرانيا, وانه كان اميرا وكاهنا من اتباع اخناتون , اعطي اليهود ديانة سيده ..وعندما سقط اخناتون عن العرش , هرب الامير المصري موسي ومن معه من مصريين وعبرانيين من مصر خوفا من بطش كهنة " آمون" (1)
ويذهب شفيق مقار الي انه : " من بداية الحكي , اعطي سفر الخروج موسي صفة رئيسية من صفات الساحر , وهي القدرة علي التعامل مع النار, والدخول فيها والخروج منها وكأنه يستجم في الماء , فلا يحترق ولا يلحقه أي اذي, حيث هي خاضعة لقدرته السحرية" (2)
ويتعامل شفيق مقار هنا مع النبي موسي عالي انه ( شامان / كاهن / ساحر ).
ويستمر في حكيه : " وغير القدرات السحرية في مجال التعامل مع النار , تضمنت سلسلة الحكايات التي نسجت وضمنها المحررون في التوراه , حول شخصية موسي , قدرات اخري عظيمة سحرية اضفيت – بشكل ملائم تماما لمقتضي الحال" ....وقد كانت اول قدرة سحرية عزيت الي موسي بعد القدرة علي الدخول في النار والخروج منها , وقدرة التحكم فيها ..هي قدرة تحويل العصي الي حيات "(3) بل انه وجد انه من الضروري ان يبرهن يهوه علي حيازته لقدرة سحرية تتعلق بالحيات وليس لاي شئ اخر , وانه كان متعينا عليه " ان يستهل المباراة السحرية بين موسي وهارون وكهنة المصريين , بعملية تحويل العصي الي حيات , تبتلع حيات المصريين تعبيرا عن عظم قدرته السحرية وبالتالي تفوق قدرته علي قدرات الهة المصريين ..والسبب كامن في ان الحية لم تكن مجرد افعي تسعي علي الارض , بل كانت حية عبدت قبل ان يظهر " يهوه" علي مسرح احداث الشرق الادني القديم بعدة الآف من السنين " (4).

اما باقي الاحداث والمتمثلة في الضربات العشر فقد تم تفسيرها علي انها مبارة في السحر بين موسي وهارون وكهنة المصريين , هدفها النهائي هو الاجابة علي السؤال : سحر من اقوي؟؟

ويشكك شفيق مفار من حيث المبدا في مسالة الضربات العشر فيقول " وصفت حكاية الخروج الضربات العشر بانها شئ عظيم لم يكن مثله في ارض مصر منذ صارت امة. وهذا – إن كانت مثل هذه الاحداث قد وقعت- قول صحيح . ولكنه إن كان صحيحا , يدعو الي الحيرة, لان مصر سجلت باستمرار احداث تاريخها , وسجلت الكثير منها بلدان كثيرة اخري اثارت مصر فضول شعوبها او اهتمام حكامها ومؤرخيها, وحتي اليونان االبعيدة بمقاييس تلك العصور انشغلت بمصر وديانتها واحداث تاريخها.." (5) وكانه يريد ان يقول انه لو حدثت احداث بتلك الضخامة في دولة عظيمة كمص , فلا بد ان نجد صدي ذلك في تاريخها او تاريخ الدول المجاورة لها...
هذه رؤية سحرية / ميثولوجية للاحداث التي وقعت بين النبي موسي وسحرة او كهنة فرعون مصر.... وللحديث بقية


المصادر:
(1)- النبي موسي والتوحيد" – سيجموند فرويد- ترجمة ودراسة : د/ عبد المنعم الحفني- دار الرشاد- مصر
(2)- السحر في التوراة والعهد القديم- شفيق مقار- دار رياض الريس- لندن- الطبعة الاولي1990 – صفحة 149
( 3) , ( 4) – المرجع السابق من صفحة 151 : 161 .
(5) – المرجع السابق – صفحة 197 .





السحر والدين (9)
النبي موسي وسحرة فرعون
(د)
الرؤية التاريخية/السياسية
وتبني هذه الرؤية موقفهاا انطلاقا من طرح " فرويد" والذي مؤداة : ان موسي امير مصري من البيت المالك وكاهن عليم هرب من مصر بعد سقوط اخناتون خوفا من بطش كهنة " آمون" مع اتباعه واعطي هذه الديانة لليهود المستعبدين بمصر..وانطلاقا من هذه الفرضية انطلق العديد من الكتاب ...بل وذهب بعضهم الي ابعد مما ذهب " فروبيد"....

فيذهب " احمد عثمان " في الجزء الاول من كتابه " تاريخ اليهود" , وكذلك د/ سيد محمود القمني في الجزء الثالث من كتابه " النبي موسي وآخر ايام تل العمارنة" , الي ان موسي لم يكن مصريا فحسب ولا امير وكاهنا فحسب , وانما كان هو ذات " اخناتون " الفرعون المصري ..واذا كانالسبق في هذا القول لاخمد ثمان في مؤلفه " تاريخ اليهود" (1) الا انه قد قاله تلميحا ,الا ان سيد القمني قد قاله تصريحا في كتابه " النبي موسي وآخر ايام تل العمارنة"(2) وتقوم هذه الرؤية علي ان النبي موسي ( اخناتون) بعد سقوطه عن العرش وتولي ابنه " سمنخ كا رع " للحكم بدلا منه , وخروجه مع بني اسرائيل من مصر. حدثت مؤامرة من الوزير " آي " لصالح اقصاء الوريث الشرعي لصالح شقيقه " توت عنخ امون"
مما حدا الي لجوء الوريث الشرعي ووالده (اخناتون / موسي ) الي اعلان حرب انتهت بهزيمتهم ووفاة " توت عنخ امون " و " سمنخ كا رع " في هذه الحرب , وتولي الوزير " آي " حكم البلاد ..وان هذه الاحداثاو المواجهة تمت بين ( اخناتن / موسي) و (آي / فرعون ).
وان اساس المعركة كان هو اثبات من له الشرعية علي ملك مصر...
ويقول سيدالقمني في الجزء الثالث من " النبي موسي وىخر ايام تل العمارنة" : ونعود الي رسم سيناريو الاحداث في مصر , حيث نفهم ان الملك توت عنخ امون قد قتل في المعركة, كما انه لارؤيب ان كل منهما استعان ما في امكانه لاثبات هذه الشرعية امام الناس.
وفي هذا يقول احمد عثمان : والكلمة العبرية التي استخدمت في التوراه للدلالة علي عصي موسي هي " نحش" وتقرأ احيانا " حنش " , وللكلمة نفسها معنيان آخران في اللغة العبريةهي " ثعبان" كما تعني ايضا " النحاس الاصفر" . وتخبلرنا احد قصص " الهاجادا" – وهي الجزء الاسطوري للتلمود – ان العصا التي استعملها موسي كانت مصنوعة ومحفورة علي شكل " صولجان" , ومن الطبيعي اذا اراد موسي اقناع المصريين بصدق قوله استخدم ادلة يكون لها اثرها الفعال في نفوس مشاهديه من الكهة والحكماء , والثعبان عند المصريين القدماء يرمز الي سلطة العرش, وهو يوضع داخل التاج الملكي فوق جبهة الملوك , وكانت عصا الصولجان الملكي المصري تصنع علي شكل ثعبان مخطط ملتو , وهو اما ان يكون مصنوعا من النحاس او مغطي بطبقة منه ....وهذا ايضا يتضح من موضوع رسالة الدكتوراه التي نال بها الدكتور " علي حسن" وكيل الوزارة لشئون الاثار المصرية درجة الدكتوراه التي حصل عليها من المانيا, والعرض الذي قام به موسي امام فرعون وقومه يشبه العرض الذي يقوم به الملوك المصريون في اهم احتفالاتهم الشعبية وهو احتفال السد ... وكان علي الملك نفسه ان يقوم بعدد من الطقوس في قاعة العرش امام حكماء ونبلاء البلاد ....ومن بين هذه الطقوس كما يتبين من الرسوم المنقوشة علي جدران مقبرة " خيروف" احد وزراء امنحتب الثالث, كان الملك يضع يده في عبه ثم يخرجها ليريها للناظرين, ثم كان الملك يقدم عرضا وهو يمسك صولجانا وضع عند نهايته رأس ثعبان , وهكذا فان المصريين ادركوا مغزي الايات التي عرضها موسي امامهم....
ويضع سيد القمني فرضا اخر يقول " لدينا فرض اخر لهذا الاستعراض الذي يؤكد شرعية الملك وهو ان الملك كان يتم تدريبه من قبل الكهنة علي التعامل مع الحيات الدفانة في حال تصلبها وبياتها والتي كان يتم لاايقاظها بالضغط علي غدة خلف الراس كعلامة شاهدة علي تمكن الملك من منح انفاس الحياة للبشر وحتي للجمادات , وهو داب معلوم ومتكرر في عبارة دائمة الورود في النصوص المصرية عن الرعون الذي يمنح انفاس الحياة .
" .. ويبدو ان مسالة العصا كانت شديدة الاهمية , بلاعتقد المصري القديم ان ( العصا / الصولجان) هي منحة معطاة من الله نفسه , اذ نجد عند بلوتراك : " وفي اليوم الثالث والعشرين من شهر بابه ( ويوافق اليوم العشرين من اكتوبر) يحتفلون بعيد ( عصا الآله ) ....فالعصا عصا الاله , وهو الذي يعطيها للفرعون , وكانت لها يوم ميلاد , لقد كانت العصا كائنا حيا او (حية)...اما وضع الملك يده في فتحة ملابسه في صدره واخرجا ليريها للناظرين , مع ما اء في التوراة والقرآن انها تظهر بيضاء مضيئة , فنعتقد ر( والقول لسيد القمني) ان ذلك سبق وفعلته حتشبسوت لتاكيد شرعية ملوكيتها المشكوك فيها , وارسلت لهذا السبب خصيصا بعثتها الي بونت لاحضار تلك المادة المضيئة...ويبدو ان هذه العادة التاكيدية لشرعية الملك في اعياد سد , فكان الملك يخفي يده في جيب صديريته ويغمس يده في المادة المضيئة ليخرجها للناظرين. وهو بالضبط ما فعله اخناتون امام آي وجماهير شعبه كآيات لملكه , وذكرته التوراه بعدذلك كمعجزات قام بها " موسي" امام الفرعون....اما بقية المعجزات كضرب مصر بالبعوض والضفادع والجراذ والذباب والقمل , فهي كلها امور اعتيادية في ارض مصر التي تضج بالحياة, وهي في ذات الوقت امور غريبة علي المحرر التوراتي الذي يعيش في صحراوات جافة ضنينة بالحياة وشحيحة.."

المصادر:

(1) – تاريخ السهود – احمد عثمان – الجزء الاول- دار الشروف- القاهرة
(2) النبي موسي وآخر ايام تل العمارنة- د/ سيد القمني- الجزء الثالث-المركز المصري لبحوث الحضارة- القاهرة- الطبعة الاولي 1999.



السحر والدين (10)
النبي موسي وسحرة فرعون
هاء-
راي خاص في المسالة

يؤكد القرآن الكريم علي عنصر " التخييل " في قضية النبي موسي وسحرة فرعون , بمعني ان المسالة كانت خيالا لا اكثر, وهذا الخيال اثر في النبي ذاته , فاوجس في نفسه خيفة... ويعد بن خلدون التاثير في المخيلة بان يلقي فيها صورا من قبيل السحر...ويذهب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس الي ان اعمال السحرة انما تضمنت نوع من الخداع والايهام , والايهام يلقي بالمسالة في سلة الخيال.....
فهل كان الامر مجرد خيال؟
واذا كان الامر خيالا فما هي طبيعة هذا الخيال؟

يدرس علم " الباراسيكلوجي" وهو علم الظواهر النفسية الخارقة, ظاهرة تسمي بالتلباثي او ( التخاطر) ..وبموجب هذه الظاهرة , يستطيع عقل انساني يمتلك القدرة علي ارسال رسائل تخاطرية تستقبلها العقول الموجهه اليها هذه الرسالة ., فتري او تسمع او تفهم محتواها..
فلقد انتقل التاثير في المخيلة من مجال دراسة السحر الي مجال دراسة علم نفس الظواهرالخارقة " بارا سيكولوجي" ...ولقد تمكن هذا الفرع الحديث من العلم من اثبات وجود الظاهرة بما لا يدع مجالا للشك في وجودها , ولكن رجال هذا العلم لايزالوا يتخبطون في كيفية حدوث الظاهرة, والاليات التي يعمل بها الدماغ البشري لاحداثها...ولكن مجرد ثبوت وجود الظاهرة علميا كاف لاستخدامها في التفسير, حتي ولو جهلنا آليات عملها وحدوثها..

وفي هذا النطاق يمكن تفسير السحر في قصة النبي موسي وسحرة فرعون, فلقد امتلك سحرة فرعون هذه الامكانية- سواء كانت امكانية فطرية او امكانية مكتسبة بالتدريب- واستطاعوا في وقت التحدي مع النبي موسي ان يبثوا رسالة تخاطرية الي الجميع (موسي- هارون- الملك- الجماهير) بان يروا جميعا عصيهم وحبالهم وكانها ثعابين , ولقد استقبلت العقول الحاضرة هذه الرسالة التخاطرية , واستجابت لها , فرأي الجميع الثعابين تسعي علي الارض.
واذا كانت الرؤية تنسب عادة للعين , فان الامر علميا ليس كذلك , بدليل وجود حالات من العمي النفسي, حيث يكون الجهاز الابصاري سليما ولكن العين لاتري شيئا...والحقيقة ان هناك مركز للابصار في الدماغ البشري هو المسئول عن ترجمة الاشارات التي تجمعها العين وترجمتها في المخ , والذي تصدر منه الاوامر علي شكل اشارات للعين بانها تري شيئا معينا...وفي الاغلب فان الرسالة التخاطرية توجه مباشرة الي مركز الابصار في الدماغ البشري والذي يصدر الاشارات الي العين بانها تري ما جاء في محتوي الرسالة, وهو في حالتنا هذه , رؤية العصي والحبال علي انها ثعابين تسعي..

هذا تفسير خاص , خاضع للجدل والنقاش..ولكنها في النهاية محاولة للتفسير والفهم خاضعة لمنطق الصواب والخطأ


خالد السروجي
مصطفى بادوي
مصطفى بادوي
الادارة
الادارة

ذكر عدد الرسائل : 300
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 11/01/2008

https://afaksocio.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين Empty رد: السحر والدين دراسة في علاقة السحر بالدين

مُساهمة من طرف مطرف عمر الإثنين يناير 17, 2011 4:45 pm

بارك الله فيك و جزاك الله كل خير
مطرف عمر
مطرف عمر

ذكر عدد الرسائل : 5
العمر : 62
تاريخ التسجيل : 17/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى